عناصر مشابهة

الثورة السورية ومواقف القوى الإقليمية والدولية

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة كلية الملك خالد العسكرية
الناشر: كلية الملك خالد العسكرية
المؤلف الرئيسي: علي، علي المليجي (مؤلف)
المجلد/العدد:ع 109
محكمة:لا
الدولة:السعودية
التاريخ الميلادي:2012
التاريخ الهجري:1433
الصفحات:64 - 76
ISSN:1319-8000
رقم MD:394762
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:انطلقت الثورة السورية للأسباب التي قامت من أجلها الثورات العربية الأخرى في تونس، ومصر، وليبيا واليمن، والمتمثلة في أن النظم الحاكمة في هذه البلدان سارت عكس اتجاه شعوبها، وحكمت ضد حركة الدساتير المنظمة لحركتها وفشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي اتبعتها وتضييق مساحات الحريات، والتعامل مع ممتلكات الدولة على أنها إقطاعيات خاصة، واستتباع الدولة للخارج، فضلاً عن قيام هذه الثورات كمطلب تلقائي دون خطة واضحة وإستراتيجية محدود العالم واقتصارها على أفعال تعبر عن مكنون النفوس من دون مغرفة الاتجاه النهائى ،لذلك دخلت هذه الثورات جميعاً في تخبط سياسي، وبخاصة في ظل عدم وجود قيادة توجه مسارها. ومع هذا التشابه فيما بين الثورة السورية ونظيراتها العربية، انفردت الثورة السورية بملامح خاصة فعلى عكس ما أسفرت عنه الثورات الأخرى لإسقاط الأنظمة الحاكمة أصبح من المتوقع- في ظل استمرار الأزمة السورية- وتشابكها داخليا وخارجياً- حدوث تغيير داخلي في بنية النظام القائم دون تغيير في الحكم، يصاحب ذلك تفكك مجتمعي طائفي وعرقي نظراً لطبيعة المجتمع السوري، الأمر الذي يوحي في مجمله بأن الثورة السورية سوف تتحول- في نهاية المطاف – إلى حركة إصلاحية لنظام سقط تاريخياً. فالأزمة السورية لازالت مستمرة في ظل استقطاب حاد في المواقف الإقليمية والدولية بين مؤيد للنظام ومعارض له، كما أن جميع القوى الفاعلة في هذه الأزمة ليس لديها أفق سياسي واضح للحل، فضلاً عن أنها تخسر كثيراً من أي تغير مفاجئ يجيئ بنظام غير منضبط وغير معلوم الهوية ، كما توجد مخاوف جدية. من حدوث حروب أهلية في ظل تزايد عسكرة الحراك الشعبي بعد أن تشكلت رابطة القبائل السورية لتصيح الفصيل العسكري الثالث مع الجيش السوري الحر، والمجلس الأعلى للثورة السورية، خصوصاً وأنه لا يوجد اتفاق على أرضية مشتركة للحوار فيما بينها أو وجود تعددية سياسية- مسموح بها- تحول دون احتكار صنع القرار لأي فصيل منها، فضلاً عن بقاء أكبر مدينتين سوريتين ( دمشق وحلب) خارج الحراك الشعبي السوري. وفي ظل هذا الاستقطاب الحاد خارجيا في مواقف القوى الإقليمية وداخلياً بين القوى الفاعلة تكمن صعوبة مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية ( كوفي عنان)، لأنه مطالب بأمرين الأول: التوفيق بين المبادرات والأفكار المطروحة دولياً وإقليمياً لحل الأزمة والطلب الأخر إقناع المعارضة السورية بفتح باب للحوار مع النظام لتيسير التوصل مبدئياً لوقف العنف، واعتماد آلية رقابة محايدة للوضع الداخلي وعدم التدخل الخارجي في الشأن السوري وتأمين وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية للسوريين دون معوقات ومن ملامح هذه الصعوبة أنه لم يحدث على الساحة السورية سوى انخفاض طفيف في أعمال العنف منذ إعلان الهدنة في 12 إبريل 2012م. كل ذلك يؤدي إلى القول بأن الأزمة السورية القائمة غاية في التشابك والتعقيد وأن مستقبل الأحداث- سواء باستمرار الأزمة ون حل سياسي، أو بحسمها بطريقة ما- لن يقتصر تأثيره على الساحة السورية الداخلية فحسب، وإنما سوف يمتد إلى البيئة الإقليمية أيضاً بما يحمله من تحديات.