عناصر مشابهة

التفاعل الثقافي اللغوي

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة علامات
الناشر: سعيد بنكراد
المؤلف الرئيسي: مرسلي، رشيد (مؤلف)
المجلد/العدد:ع 37
محكمة:نعم
الدولة:المغرب
التاريخ الميلادي:2012
الصفحات:59 - 66
ISSN:1113-3619
رقم MD:419442
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:مع ظهور الاتجاه البنيوي والتطورات التي عرفتها اللسانيات منذ أوائل القرن العشرين تم التركيز على اللغة كنظام من رموز، وتم التأكيد على أن كل الظواهر اللغوية يمكن معالجتها انطلاقاً من اللغة، بغض النظر عن مؤشرات خارجية عن طبيعة اللغة (facteurs extralinguistiques). وقد أدت هذه التطورات، من الناحية المنهجية، إلى الوصول إلى نوع من الاستقلالية على مستوى اللسانيات، لكن مع تعاقب الحقب اتضح بأن هناك ظواهر لغوية استحال تفسيرها دون الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى، كالتاريخ أو علم الاجتماع أو البعد الثقافي إجمالاً. وقد تبلورت هذه الفكرة، بالخصوص، منذ بداية الاهتمام باللسانيات الاجتماعية والاتجاه البراغماتي ابتداء من أواخر ستينيات القرن الماضي، فإذا كان الاهتمام منصباً على مجالات معينة في اللسانيات كالنحو والصَّواتة (الفونولوجيا)، فإن من شان مجالات أخرى كعلم الدلالة والبراغماتية والسيميائيات أن تنال الحظ الوافر من الأبحاث التي تنجز في ميدان التثاقف اللغوي. \ تواصل الحضارات وتفاعل الثقافات ليس بالموضوع الجديد، فقد كتب فيه الكثير، لكن هذا لا يمنع من الاستمرار في البحث في خصوصيات وتخصصات هذا التفاعل، ما دام لكل زمان أسئلته ومتطلباته. فالتثاقف اللغوي ما يزال مجالاً بِكراً ا للدراسة؛ وهناك قضايا كثيرة لم تبحث أو لم تنل حظاً كافّياً من البحث. كما أن الاهتمام بالتفاعل الثقافي على مستوى اللسانيات أوجب إعادة طرح عدة تساؤلات حول مدى وطبيعة تفاعل اللغة مع الثقافة. وأن هناك تساؤلات حول مدى تفاعل العربية مع لغات أخرى ومدى تفاعل الفكر اللساني العربي مع الفكر اللساني المعاصر. ربما سيدفع الاهتمام بالتفاعل الثقافي على مستوى اللغة واللسانيات إلى تقييم حصيلة الفكر اللساني العربي وإسهاماته في تطوير الفكر اللساني المعاصر. والهدف ليس هو الاكتفاء بطرح هذه الأسئلة، وإنما الانخراط الفعلي في تحاور ثقافي لغوي متوازن، مستفيد من موروث ثقافي أصيل، ومنفتح على فكر لساني معاصر خدمة لبنية الفكر الإنساني ومواكبه للعصر الذي أصبحت فيه كل المجالات تسير بوتيرة سريعة في النمو منذ حلول العولمة واكتساحها لجميع الميادين. \