عناصر مشابهة

الصراع الخفى بين السعادة والحرية: رؤية أخرى فى علاقة الأخلاق بالسياسة فى الفكر الفلسفى

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:يتفكرون
الناشر: مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث
المؤلف الرئيسي: الزين، محمد شوقي (مؤلف)
المجلد/العدد:ع6
محكمة:لا
الدولة:المغرب
التاريخ الميلادي:2015
الصفحات:8 - 33
ISSN:2421-9975
رقم MD:985263
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:العلاقة الوطيدة بين الحرية والسعادة كانت عبارة عن بداهة في تاريخ الفكر البشري. تمثل السعادة الشق الأخلاقي لأن لها مقدمات نظرية وعملية تعتني بالنظر في الكيفية التي يصبو بها الإنسان إلى الخير الأسمى، وبالتقاطع مع ذلك تمثل الحرية الشق السياسي لأن لها مبادئ وأهدافا تعتني بالنظر في الكيفية التي يتوصل بها الإنسان إلى تنظيم الاجتماع البشري بالاعتماد على الإرادة الحرة. العلاقة بين السعادة والحرية هي علاقة تقاطع ولم تكن أبدا علاقة توازٍ: الإنسان الحر هو الشخص السعيد بالحصول على استقلالية في الحكم والسلوك، والإنسان السعيد هو الشخص الحر الذي ظفر بعلة سعادته. أود تبيان حدود هذه العلاقة البدهية التي تأسست عليها الكثير من الفلسفات، لأنني أضع تأريفاً (قبل التعريف) بين السعادة والحرية والذي يمكن تأريخه بدقة: من الرواقية إلى يوهان هردر كان التوكيد على السعادة أكثر؛ من إيمانويل كأنط إلى حنه أرندت، كان الإلحاح على الحرية أكبر. ليس لأنه ينبغي التخيير بين السعادة والحرية، ولكن لتبيان أن السياقات التاريخية والتصورية جعلت بعض الأزمنة (العريقة خصوصا: من العصر اليوناني إلى بداية الحداثة الغربية) تميل إلى الاعتناء بالسعادة، فيما جعلت الأزمنة الأخرى (من عصر الأنوار إلى ما بعد الحداثة) تحبذ الحرية كمبدأ جوهري للفعل البشري. هل منعطف الحداثة الذي افتتحه كانط هو عنوان القطيعة بين السعادة والحرية وبالتالي بين الأخلاق والسياسة؟ هل يمكن القول إن السعادة هي استغراق السياسة في الأخلاق، وإن الحرية هي استغراق الأخلاق في السياسة؟ تقتضي هذه المشكلات الفكرية تحليلا فلسفيا يأخذ بالتطور التاريخي للفكرين الأخلاقي والسياسي، ولكن في حدود العلاقة الملتبسة بين السعادة والحرية.