عناصر مشابهة

الوقف سلوك حضاري للعمل الإنساني الدائم الجمعيات الخيرية نموذجا

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
العنوان بلغة أخرى:Endowment (waqf) is a Civilized Behavior of Permanent Human Action "charities as a model "
المصدر:مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية
الناشر: المركز الجامعي أمين العقال الحاج موسى أق أخموك لتامنغست - معهد الحقوق والعلوم السياسية
المؤلف الرئيسي: هقاري، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد:ع16
محكمة:نعم
الدولة:الجزائر
التاريخ الميلادي:2018
التاريخ الهجري:1440
الصفحات:516 - 530
DOI:10.36540/1914-000-016-026
ISSN:2335-1039
رقم MD:927458
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:EcoLink
IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:من أعظم وأجل الأعمال والنعم التي يمن الله عز وجل بها على عباده، هي أن يسخرهم لخدمة بني جنسهم من البشر من خلال القيام بأعمال البر والخير. ولعل من أهم المجالات التي تتجسد فيها أعمال البر الخير، هي الإنفاق على الجمعيات الخيرية من خلال مال الوقف المستدام الذي يوفر لها الحصانة المالية، ويضمن للقائمين عليها أموالا تيسر لهم استثمارها وإنمائها في مشاريع اقتصادية أو اجتماعية، ليس من أجل معالجة الأيتام أو العجزة، أو ذوي الإعاقات، أو الأمراض المزمنة ... الخ، وقصرها على المواسم والمناسبات، الدينية أو الوطنية، كالمولد النبوي الشريف أو عيد الأضحى، أو عيد الفطر، أو عيد الاستقلال. إن أموال الوقف التي تتطلع إليها الجمعيات الخيرية هي تلك التي تساعدها على تأدية رسالتها الإنسانية والحضارية بصفة دائمة ومستمرة، وتجعل عملها ونشاطها يرتقى ويتطور بتطور المنافع والحاجات التي تستجد في المجتمع، وتتماشى مع الأهداف والغايات سطرتها الجمعيات الخيرية عند تأسيسها، ويبقى التحدي الصعب لعمل الجمعيات الخيرية والرهانات التي تواجهها مرتبطة بمدى: أولا: قدرة ومرونة القائمين عليها للتكيف مع المستجدات التي يمكن أن تشل وتعرقل عملها إذا ما قلت مصادر ومنابع تمويلها. ثانيا: بمدى دائما قدرة القائمين عليها من أجل وضع الرؤى والتصورات، للارتقاء بمفهوم الوقف ومعانيه السامية بإخراجه من دائرة الأنشطة التقليدية الاعتيادية إلى الأنشطة التي تحمل البصمات والمعاني الحضارية للوقف، وهذا بطبيعة الحال يستلزم أن يكون لها برنامج ومخطط محكم ومضبوط يحسن من أدائها ويجعلها ذات كفأة عالية تكسبها الخبرة التي تحولها إلى مؤسسات ذات طابع اجتماعي تحاكي دور المؤسسات الاقتصادية للدولة في خدمة المجتمع، ولكن تتميز عنها في جانب واحد وهو أن لا يكون نشاطها ذا طابع ربحي. ذلك يبقى مرهونا أيضا بكيفية الارتقاء بمفهوم أموال الوقف وإخراجها من دائرة العمل الإنساني المحض إلى دائرة الوقف الذي يحمل البصمات والمعاني الحضارية التي يجب أن تضطلع بها المؤسسات والجمعيات الخيرية. ان التاريخ الإسلامي يحفل بالكثير من التجارب الوقفية التي تحمل المعاني الحضارية السامية، وما نحتاجه اليوم هو الانفتاح على تلك التجارب لكي سنتلهم منها العبرة والقدوة، وتحضرني هنا مقولة: سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وصيته لأحد نوابه على بعض أقاليم الدولة والتي اعتقد أنها تتضمن معنى من أسمي المعاني التي يجب أن يقوم بها مال الوقف المستدام. حيث قال له: "إن الله قد استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم ونستر عورتهم ونوفر لهم حرفتهم ... فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضينا هم شكرها، يا هذا إن الله خلق الأيادي لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملا التمست في المعصية أعمالا، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية". هذه هي بعض المضامين التي يتمحور حولها مضمون مداخلتنا الموسومة ب" الوقف سلوك حضاري للعمل الإنساني الدائم، الجمعيات الخيرية نموذجا" والتي سأحاول الوقوف عندها من أجل إبراز اثر الوقف في دعم واستمرار الجمعيات الخيري.

One of the most important areas in which the work of righteousness and good is embodied is the expenditure on charities through the money of sustainable endowment, which provides them with financial immunity and ensures their owners to provide funds that facilitate their investment in economic and social projects not only for the treatment of patients or the support of orphans, persons with disabilities, chronic diseases, etc..., and shorten their work on religious or national seasons and occasions. The waqf funds that charities aspire to are those that help them to carry out their humanitarian and civilizational mission on a permanent and continuous basis and make their work progress and develop with the development of the benefits and needs that arise in society and in line with the goals which are set by charitable societies when they are established. The difficult challenge for the work of charities is linked to the extent of: First: The flexibility of those responsible for them to adapt to any emergency that could paralyze and hinder their work, if their financial sources of funding are decreased. Second: To the extent of the ability of those who are responsible for the development of visions and perceptions, to raise the concept of the endowment and its lofty meaning and remove it from the circle of activities that bear the civilizational and cultural meanings. This requires that they have an annual program that improves their performance and makes them institutions of a charitable social nature that emulates the economic institutions of the state, but is distinguished from them on one side, that their activity is not of a profitable nature.