عناصر مشابهة

رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:دراسات في علم الارطوفونيا وعلم النفس العصبي
الناشر: مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلمية
المؤلف الرئيسي: معنصر، مسعودة (مؤلف)
المجلد/العدد:ع4
محكمة:نعم
الدولة:الجزائر
التاريخ الميلادي:2018
الصفحات:29 - 37
ISSN:1112-2008
رقم MD:923035
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:يعتبر مستوي العناية والرعاية بذوي الاحتياجات الخاصة، معيارا أساسيا لقياس حضارة الأمم ومدي تطورها، وتشكل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، إحدى أولويات الدول والمنظمات المعاصرة، والتي تنبثق من مشروعية حق المعاقين في فرص متكافئة مع غيرهم في كافة مجالات الحياة، وفي العيش بكرامة وحرية. ولقد شهد تاريخ المجتمع الإنساني تحولات عديدة في نظرته إلى فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث نظر إليهم في العصور القديمة على أنهم مصدرا للشر، اعتقادا بأن الأرواح الشريرة قد دخلت في أجسادهم، وهي التي تحكم سلوكياتهم وعانوا صنوفا من الاضطهاد لطرد تلك الأرواح، وحيث لم تصلح تلك الوسائل، فقد كان الخلاص منهم بالعزل أو حتى بالقتل هي النظرة السائدة في تلك العصور، وبتأثير التعاليم الدينية التي سادت في العصور الوسطي، نظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، كفئة تستحق الشفقة والعطف، مع استمرار صور الاضطهاد والعزل كامتداد للعصور القديمة، ومع بداية القرن التاسع عشر أنشئت في النمسا مؤسسة لتعليم حالات التخلف العقلي كمظهر من مظاهر البدء بالاهتمام بفئات المعاقين، وتوالي بعد ذلك إنشاء العديد من تلك المؤسسات في بلدان أخري داخل أوروبا. وفي مطلع القرن العشرين تزايد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال التوسيع في إنشاء مؤسسات جديدة تعني بتعليم وتدريب هذه الفئة، وتقدم لهم الخدمات الصحية والاجتماعية بشكل علمي إنساني. غير أن التحول الأبرز ظهر بعد نهاية الحرب العالمية الأولي لتأهيل معاقي تلك الحب عرفانا بتضحياتهم، بعد ذلك تزايدت أعداد المؤسسات التي أنشئت لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، من الحصول على فرص التعليم والتدريب وبالتالي فرص العمل. وبسبب الركود الاقتصادي الذي شهده العالم ما بين نهاية الحرب العالمية الأولي وبداية الحرب العالمية الثانية، وتقلصت فرص العمل أمامهم، حيث فقد البعض منهم فرص العمل التي حصلوا عليها نتيجة للتنافس اللامتكافئ مع غيرهم على فرص العمل المحدودة أمام الجميع، وبذلك تفشت البطالة في أوساط ذوي الاحتياجات الخاصة. فقد كانت الحرب العالمية الثانية سببا في اتساع دائرة الاهتمام برعاية وتأهيلهم في أوروبا بشكل خاص، حيث تم تعبئة القوي العاملة القادرة على القتال للمشاركة في الإعمال الحربية، مما أحدث فراغا هائلا في العمل ولم يبقي سوي المسنين والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة، للقيام بالأعمال الإنتاجية لتأمين احتياجات المجتمع، وإمداد جهات القتال بما يلزمها، وكام لابد من تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، لسد الفراغ في سوق العمل، ولقد اثبتوا قدرة فائقة على دفع عملية الإنتاج أثناء الحرب، وبذلك تغيرت النظرة نحوهم باعتبارهم قوة فاعلة، يتوجب تنمية قدراتها واستثمار طاقاتها في مجالات الإنتاج السلعي والخدمي، واعترافا بهذا الدور الذي يمكن أن يلعبه ذوي الاحتياجات الخاصة، في حياة المجتمع، أصبحت برامج رعايتهم وتأهيلهم ضمن أولويات العمل الرسمي والشعبي في تلك الدول، حيث أكدت جميع القرارات والمواثيق الصادرة عن المؤسسات والمنظمات المذكورة الحكومية والغير حكومية على ضرورة تمتع المعوق بالحق في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة والتعليم المناسب، وتوفير الخدمات والتسهيلات التي تساعده في تسيير شؤونه الخاصة، والحصول على المساعدات المالية من الدولة لتغطية جميع النشاطات والخدمات التي يحتاجها المعاق.