عناصر مشابهة

دور القرآن الكريم في تطوير الذكاء العاطفي وعلاقته بإدارة الأداء الوظيفي

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة الإدارة والقيادة الإسلامية
الناشر: الهيئة العالمية للتسويق الإسلامي
المؤلف الرئيسي: أبو شوارب، هاني عطية (مؤلف)
مؤلفين آخرين: الهيتي، سعدون ناصر (م. مشارك)
المجلد/العدد:مج3, ع1
محكمة:نعم
الدولة:الأردن
التاريخ الميلادي:2018
التاريخ الهجري:1439
الصفحات:7 - 11
DOI:10.52471/1469-003-001-001
ISSN:2058-637X
رقم MD:911927
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:EcoLink
IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:لطالما كان القرآن الكريم ملئ بكثير من المعاني والتطبيقات الفكرية والنفسية والدروس المفيدة في جميع مجالات الحياة، وخصوصا في مجالات التربية النفسية والاجتماعية والأخلاقية على حد سواء، ولكن وضع القرآن الكريم في محل تطبيق فعلي في مختلف مجالات العمل والإدارة ما زال في خطواته الأولى والبدائية، ذلك أن معظم علوم الإدارة العصرية كانت نتاجا طبيعيا لنظريات ما بعد الثورة الصناعية الكبرى في أوروبا ابان الحرب العالمية الأولى، ولكن على الرغم من ذلك فقد شهد العالم الإسلامي بعض الدراسات والتوجهات المشكورة في هذا المجال والتي لا تزال بحاجة إلى دعم وتحرير حتى ترقى إلى مستوى مراد الله تعالى في كتابة الكريم فيما يختص بالأعمال والبيوع وعموم المعاملات. وأحد أهم جوانب التطبيق في ثنايا القرآن الكريم هي الجانب النفسي، والذي يشمل سلامة النفس وكفاءتها جسمانيا وفكريا ونفسيا وعاطفيا، ولذلك فقد خصص المولى عز وجل كثير من الآيات والشواهد الدالة والمبينة لأفضل سبل إدارة النفس وتعاملاتها بأفضل طريقة، وكذلك فقد أكد الله تعالى على وجوب اتباع تلك المعاني والالتزام بها في جميع الأعمال ومنها التعاملات المالية، حيث أن الرضى بين الناس- على سبيل المثال وليس الحصر- هو أساس في مشروعية التبادل التجاري من عدمه، كما قال العزيز الحكيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء 29. فالرضى والتراضي بين الناس في أعمالهم الدنيوية هو فيصل في إقامة الحكم بالحق وهو تحقيق لخلافة الإنسان في الأرض بأمر الله تعالى وهو كذلك درا لأول أسباب الفساد في البشرية (ألا وهو البخس والظلم بين الناس) كما قال تبارك وتعالى على لسان شعيب عليه السلام في قوم مدين (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) هود 85، وكل بخس لشيء من أشياء الناس- وإن كان شيئا رمزيا أو عاطفيا أو معنويا- فهو مخالفة لأمر الله تعالى في كتابه الكريم وهو فساد كبير في الأرض، بل قد يكون هو أصل كل فساد وظلم وضلال في تاريخ البشرية. وكذلك نرى في كتاب الله تعالى أن نبي الله شعيب عندما تعامل مع نبي الله موسى في سورة القصص كان أولى وأحرص على تطبيق ذلك المعنى الذي أمر به قومه من قبل، ألا وهو القسط والتراضي بين الناس في كل عمل تجاري، فعندما طلب منه أجرا على زواجه بإحدى ابنتي النبي الكريم؛ حدد له أجر أدنى وهو ثماني حجج وأجر أعلى وهو عشر حجج، فترك له بين البينين ما يقلبه موسى عليه السلام بطيب نفس، وكذلك شاوره في الأمر حتى لا يكون في نفسه حرج من ذلك الاتفاق وحتى يكون شريكا في صناعة ذلك القرار، وإلا لما كان اتفاقا بالتراضي والتوافق إن حلى من التشاور والمشاركة بالرأي، كما قال تعالى (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)) القصص. ولذلك نرى اليوم أن كثير من التعاملات-ومنها الإسلامية-لا تحافظ أبدا على مبدأ التراضي في إدارة الأعمال على اختلافها، وبأن معظم الأسواق والمؤسسات صارت محكومة بقانون السوق "العرض والطلب" بل وتتخطاه إلى الأعراف الغير مسؤولة مثل الاحتكار والاستغلال والغش والتزوير وغيره، والأدهى من ذلك بأن كثير من تلك المبادئ صار مقننا ومعروفا ومعمولا به في كثير من المؤسسات؛ ولكن تحت أسماء مختلفة مثل التنافسية وفرص الاستثمار وأساليب القيادة العسكرية وغيرها. ولذلك نتطرق بإذن الله تعالى في هذه الورقة إلى تعريف أهم أساليب التنمية النفسية والعاطفية على وجه الخصوص من القرآن الكريم والسنة الشريفة، وتأثير تطبيق تلك الأساليب على تحسين الأداء الوظيفي بالعموم، وتفصيل ذلك فيما يلي.