عناصر مشابهة

اللغة العربية وغيرها من اللغات : المعرب

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:أبحاث ندوة العلاقات الإندونيسية - المصرية
الناشر: جامعة قناة السويس - كلية الآداب والعلوم الإنسانية
المؤلف الرئيسي: إدريس، أحمد عبدالرحمن محمد (مؤلف)
المجلد/العدد:مج2
محكمة:نعم
الدولة:مصر
التاريخ الميلادي:2011
الصفحات:201 - 238
رقم MD:814726
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:قد ظهرت آثار اللغات الثلاث: الفارسية والسريانية واليونانية في ألسنة فصحاء العرب أنفسهم في عصور الاحتجاج، وكان أكثرهم أثرا الفارسية فالسريانية، وأقلها أثرا اللغة اليونانية، إذ لم ينتقل منها إلى العربية بشكل مباشر في هذه العصور إلا القليل من المفردات، وإن كان قد انتقل إليها كثير منها بشكل غير مباشر عن طريق اللغة السريانية مثل: إنجيل، أسطوانة، أسقف، ناموس، إسفنج، إذن فأهم ناحية يظهر فيها تأثير اللغات الأخرى في اللغة العربية هي الناحية المتعلقة بالمفردات، ففي هذه الناحية على الأخص تنشط حركة التبادل بين اللغات، ويكثر اقتباس بعضها من بعض، ويطلق على مثل هذه الكلمات التي أخذتها العربية من اللغات المجاورة اسم "الكلمات المعربة"، فالمعرب هو لفظ وضعه غير العرب لمعنى استعمله العرب بناء على هذا الوضع. وهو يقتصر على المفردات الأجنبية التي دخلت اللغة العربية ولم يستعملها العرب الفصحاء، والعرب الفصحاء وهم عرب البدو من جزيرة العرب ويؤخذ منهم حتى أواسط القرن الرابع الهجري، وعرب الأمصار حتى نهاية القرن الثاني الهجري، وهذا التحديد المكاني والزمني يعرف "بعصر الاحتجاج اللغوي"، ويطلق على عملية الأخذ هذه اسم "التعريب"، ويعني هذا أن تلك الكلمات المستعارة في العربية لم تبق على حالها تماما كما كانت في لغاتها، وإنما حدث فيها أن طوعها العرب لمنهج لغتهم في أصواتها وبنيتها وما شاكل ذلك. وهذا هو معنى التعريب. فتعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجها، تقول: عربته العرب وأعربته أيضا، وليس هذا الأمر بدعا في العربية إذ تخضع في الغالب الكلمات المقتبسة للأساليب الصوتية في اللغة التي اقتبستها، فينالها كثير من التحريف في أصواتها وطريقة نطقها وتبعد في جميع هذه النواحي عن صورتها القديمة. فالكلمات التي أخذتها العربية عن الفارسية أو اليونانية مثلا قد صبغ معظمها بصبغة اللسان العربي حتى بعد كثيرا عن أصله، وفي هذا البحث أحاول أن ألقى الضوء على هذه المسألة وأبين من خلال عرض لبعض الكلمات المعربة التي عربها العرب في عصور الاحتجاج من اللغات: الفارسية واليونانية والسريانية والقبطية-منهج العرب في تعريب الألفاظ بعد ما أشير إلى الضوابط التي وضعها العرب لمعرفة الكلمات العربية، وكيفية معاملة المعرب، أحاول أن ألقى الضوء على هذه المسألة وأبين من خلال عرض لبعض الكلمات المعربة التي عربها العرب في عصور الاحتجاج من اللغات: الفارسية واليونانية والسريانية والقبطية-منهج العرب في تعريب الألفاظ بعد ما أشير إلى الضوابط التي وضعها العرب لمعرفة الكلمات العربية، وكيفية معاملة المعرب، فقد اتضح لنا من خلال الكلمات التي عرضناها كيف كان يتعامل اللغوي في عصور الاحتجاج مع الألفاظ الداخلة على لغته، ومن خلالها يتضح لنا منهج العرب في تعريب الكلمات الدخيلة؛ فهو كما بينا إما أنه يغير في أصوات الكلمة بما يتوافق مع منهج اللغة العربية في ذلك، وإما أنه يغير في بنية الكلمة بما يجعلها موافقة لأوزان العربية، هذا التصرف في الكلمات الأجنبية الدخيلة يعد تمكنا من اللغوي العربي في عصور الاحتجاج، حيث كان الذي يقوم بعملية التعريب من يجيد اللغتين معا؛ لأنه بذلك يدرك قواعد وقوانين العربية، وفي نفس الوقت الذي يقف فيه على اللغة الأخرى، هذا الأمر هو ما نحتاجه الآن بصورة ملحة لمواجهة الألفاظ العديدة التي دخلت اللغة العربية، وهو ما يحتم على المجامع اللغوية العربية توحيد جهودها لمواجهته وعدم الانتظار حتى يشيع اللفظ الأجنبي؛ ومن ثم يولد اللفظ المعرب ميتا؛ فلا يتاح له الانتشار.