عناصر مشابهة

نظريو هيبوليت تين فى النقد وأصولها وأثرها فى النقد العربى الحديث

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مؤتمر الأدب العربي والآداب العالمية بين التأثير والتأثر
الناشر: كلية الآداب والعلوم الانسانية سايس بفاس
المؤلف الرئيسي: الجبر، خالد عبدالرؤوف (مؤلف)
محكمة:نعم
الدولة:المغرب
التاريخ الميلادي:2011
الصفحات:13 - 33
رقم MD:814550
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات:AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:بدا لي من تتبعي لنظرية تين وما وجه إليها من نقد أو إطراء أن كثيراً من الذين انتقدوها كانوا يحملون مناهج نقدية مختلفة قبل أن يقرأوا تين ونظريته، وبالتالي كان لهم موقف مسبق من كل ما يغاير مناهجهم، كما أن بعضهم لم ينتقد النظرية بقدر ما وضع إزاءها منهجه الخاص الذي يؤمن به (أحمد أمين مثلاً)، وبعضهم حاول التوفيق بين ما في منهجه وبعض عناصر نظرية تين بما لا يخالف منهجه (محمد مندور مثلاً)، كما أن بعضهم حاكم النظرية وصاحبها في ضوء دراسته لكتاب واحد كتبه دون الرجوع إلى بقية نتاجه - كالذين انتقدوا تغيب الموهبة الفردية في نظرية تين- رغم أنهم في ذلك اعتمدوا على نقد سانت بيف لتين ونظريته بعد صدور كتابه في تاريخ الأدب الإنجليزي عام 1863، وتين كتب بعده كتاباً عن الذكاء 1870، وقبله المشاعر 1851، ووضح فيهما دور العبقرية(الموهبة) في إحداث الفروق الفردية بين كاتب وآخر، ولم أجد من بين النقاد الذين تحدثوا عن تين ونظريته ممن تفطن إلى ذلك سوى د. هيكل في إشارته إلى الفروق الفردية قائلا:" ذلك بأنه يرد الذكاء في الإنسان إلى إحساسه ومشاعره، وأن كل حس يؤثر بمحسوساته في مراكز الذكاء في الإنسان هو صاحب الأثر الأكبر في تكوين هذا الذكاء، وفي هذا الكتاب شرح تين نظرياته، بل لعله في هذا الكتاب وحده قد قرر هذه النظريات على صورة كاملة ظهر فيها مذهبه الجبري بكل قوته ووضوحه. وفي سياق حديثه عن الجبرية عند تين قال هيكل:" ولكن ليس معنى أن-المرء ثمرة وسطه أو بيئته إن شئت-أن الناس يتساوون فيما بينهم كما تساوى ثمر الشجرة الواحدة، بل إن ثمر الشجرة الواحدة لا يتساوى؛ فمنه الكبير ومنة الصغير ومنه الصالح ومنه الفاسد، والناس كذلك منهم الصغير والكبير والصالح والفاسد، وأنت تستطيع أن تعرف الفرق بين ثمر الشجرة بأن تشقه وأن تصل إلى دخيلته. فكيف تستطيع أن تصل إلى دخيلة الرجل لترى مبلغ ما يختلف أولئك المتشابهون من ثمر الوسط الواحد تشابه ثمرات الشجرة الواحدة واختلافها؟ الأمر هين يدلك عليه تين في مواضع مختلفة من كتبه، ويدلك عليه بنوع خاص في كتابه عن الذكاء، ويفرد له مقدمة الطبعة الأخيرة من تاريخ الأدب الإنجليزي التي طبعت عام 1891. ظل منهج تين قائماً في الفكر والنقد شرقاً وغرباً، ولكنه بقاء الصدى والتراث، وعلى تباين مناهج النقد الآن وتعقدها فإنها لا تعدم مقاربة من موضوع البيئة والنفسية والعصر والظرفية، ولعل ما قدمه تين من توثيق الصلة بين النقد والعلوم الأخرى: طبيعية وإنسانية، قد قدم أنظاراً جديدة للنقد والأدب، وتأسيساً لمجمل الاتجاهات النقدية التالية، حتى تلك التي قالت بموت المؤلف، وانعدام الصلة بين الأدب وما هو خارجه (الشكلانية والبنيوية) واستحالة التعبير عن معنى (السريالية)، فإن منهجي دراسة الأدب من الخارج ومن الداخل يظلان مدينين لأمثال هيبوليت تين.