عناصر مشابهة

التحولات التعليمية العالمية لظاهرة العولمة

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:تواصل
الناشر: اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم
المؤلف الرئيسي: السيد، لمياء محمد أحمد (مؤلف)
مؤلفين آخرين: العبري، صالح بن علي (عارض)
المجلد/العدد:ع 8
محكمة:لا
الدولة:سلطنة عمان
التاريخ الميلادي:2007
الصفحات:66 - 75
رقم MD:8011
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:حقا. لقد أصبح من قبيل المسلمات ما أحدثته العولمة من نقلات نوعية في حياة البشر من سكان هذا الكوكب مع نهاية القرن العشرين وبدايات القرن اللاحق به. فعلى الرغم من أن العولمة ليست ظاهرة جديدة تماما فإن هذه الظاهرة قد نمت نموا باهرا خلال العقد الأخير من القرن العشرين وكان لها عديد من التبعيات النوعية بما تحمله من متغيرات اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية وتكنولوجية. ولقد حاولنا فيما سبق أن نوضح امتدادات ظاهرة العولمة وانعكاساتها على الواقع وما يتمخض عنه من تطورات في المستقبل، تحمل الوعد والوعيد لشعوب هذا الكوكب شماله وجنوبه؛ فهي تبشر بعديد من الفرص كما تنذر بكثير من المخاطر خاصة لأهل الجنوب. ومع هذه النقلات النوعية التي تحدثها العولمة في حياة الشعوب يصبح التعليم عامة، وفي مستوياته العليا على وجه الخصوص عنصرا حيويا ضمن عناصر التنمية وتطوير نوعية الحياة، فهذا العنصر هو معيار البقاء والتقدم في عالم اليوم والغد، وهو خالق الميزة التنافسية العظمى بين الدول، التي يمكن من خلالها تصنيع المعرفة لتصبح قوة تفوق كثيرا من الميزات الطبيعية الظاهرة والمستترة، كما تفوق قوة السلاح المعتاد. ومن هذا المنطلق اهتم عديد من دول العالم بمراجعة سياساتها التعليمية، وقام بإحداث كثير من التطويرات والتجديدات في أنظمتها التعليمية لتتواءم وتحديات العولمة وتتفاعل إيجابيا مع متغيراتها المختلفة. وقد خرجت تلك التجديدات والتطويرات في صور عدد من الانعكاسات التعليمية لظاهرة العولمة تمتد بين انعكاسات اقتصادية تتناول قضايا التمويل التعليمي والإنفاق واسترداد التكلفة وانعكاسات تهتم بقضايا الجودة التعليمية وتطبيق معاييرها لتحقيق التنافسية والربحية كمبدأ أساسي ضمن مبادئ السوق الطليق العالمي. إن هذا التطور العالمي في أنظمة التعليم المصاحب لظاهرة العولمة يدعونا لإعادة مناقشة واقع التعليم في مجتمعنا العماني خاصة في المستوى الثالث منه من منظور عالمي للتعرف على التوجهات العالمية في مجال التعليم وإنتاج المعرفة التي تتشابك معها وتضطرب فيها. وأخيرا... وبعد هذه المناقشة التي سبقت حول الانعكاسات التعليمية لظاهرة العولمة عالميا. تصبح مهمة التصدي لتبين وتلمس حدود هذه الانعكاسات في المجتمع العماني ضرورة لابد منها لتحقيق المواجهة الناجعة لتحديات العولمة، والتفاعل الإيجابي مع متغيراتها بإعادة ترتيب القوى المجتمعية، والعمل والتنفيذ محليا بكفاءة وفاعلية. من خلال بناء أنظمة تعليمية جديدة. مرنة ومتطورة، تساعد في إحداث التنمية البشرية، وتشكل نوعية بشرية متميزة تكون بمثابة الكتلة الحرجة في دفع برامج التحديث والتجديد والتنمية والتقدم من جهة، وفي الوقت نفسه يمكنها بما لديها من قوة المعرفة تطويع مسارات التغير والتحول الحضاري، لتستفيد من الفرص لصالح المجتمع دون الانسحاق تحت عجلاته من جهة أخرى. بيد أن التكيف أو التكييف المنشود للتعليم يتطلب الدراسة المدققة للقوى والعوامل التي شكلت مسيرة التعليم، وأدت إلى الصورة التي هو عليها، وما جرى له من تطوير أو تعديل في بنيته ومؤسساته وإداراته، مما يمثل حوافز أو عوائق في جهود تطوير سياساته وتخطيط توجهاته المستقبلية.