عناصر مشابهة

إنتاج ونشر النباتات والمحاصيل المعدلة وراثيا

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:المجلة العربية العلمية للفتيان
الناشر: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
المؤلف الرئيسي: الكاملي، عبدالكريم (مؤلف)
المجلد/العدد:مج12, ع23
محكمة:نعم
الدولة:تونس
التاريخ الميلادي:2012
التاريخ الهجري:1433
الصفحات:29 - 40
ISSN:0330-6984
رقم MD:774720
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:أصبحت المحاصيل والمنتجات المعدلة وراثياً واقعاً نعيشه وحقيقة لا يمكن تجاهلها ومن الصعب توقيفها. فعدد المحاصيل المعدلة وراثياً وكمية الإنتاج والمساحات المخصصة لزراعتها والدول المنتجة لها يزداد في كل سنة بالرغم من حملات التوعية المستمرة التي تقوم بها مجموعات علمية وبيئية في مختلف أنحاء العالم، وهذا يؤكد قوة الطرف المنتج لهذه المحاصيل. \ فالدول التي لا تنتج ما يكفيها من الغذاء مجبرة على شراء كميات معتبرة من المنتجات الزراعية من السوق العالمية التي قد تحتوي على محاصيل معدلة وراثياً تزداد نسبتها باستمرار، وقد تكون مضطرة إلى الترخيص باستعمال المنتج المعدل وراثياً تفادياً لمشاكل الجوع ونقص الغذاء المرشح للزيادة مع زيادة التعداد السكاني وقلة الموارد المائية ونقص الأراضي الصالحة للزراعة. \ واذا كانت الدولة مكتفية ذاتياً في الغذاء، فقد لا تحتاج في القريب العاجل إلى استعمال منتجات معدلة وراثياً، لكنها مع ذلك معرضة لاستعمال غذاء محول يحتوي على مواد معدلة وراثياً، لأن العديد من المواد المستخرجة من الذرة ومن فول الصويا مثلا تدخل في العديد من الصناعات الغذائية التي يصعب الكشف عنها وتفادي استعمالها. \ ثم إن قوانين التجارة العالمية الحرة تمنع على الدول المنضوية تحتها منع دخول المنتجات إليها إذا لم تكن لديها أدلة قاطعة تثبت ضررها. ولا توجد حتى الآن أدلة قاطعة تثبت وجود خطر حقيقي يمنع استيراد أو استعمال المنتجات المعدلة وراثياً. \ تبقى حرية المستهلك في أي دولة الذي يجب أن تعطى له فرصة الاختيار في استعمال أو عدم استعمال المنتجات الزراعية المعدلة وراثياً، وذلك بوضع علامة واضحة تميز المنتج الطبيعي عن ذلك المعدل وراثياً. \ وقد أصدرت العديد من الدول - وخاصة الأوروبية منها - قوانين تحدد كيفية وضع العلامات والاحتمالات المختلفة التي يمكن أن توجد فيها المنتجات المعدلة وراثياً وتبع مسارها في السلسلة الغذائية للإنسان وللحيوان في الصناعات المختلفة. \ يجب على الدول رسم سياسات تعتمد على إيجاد توازن بين درجة الخطر والفوائد التي يمكن جنيها حسب ظروف كل بلد. فالبلدان التي تعتمد في غذائها على إعانات من دول أخرى لا يمكنها رفض إعانات بحجة أنها معدلة وراثياً ويمكن أن تسبب لمن يستعملها أعراضاً للحساسية، مع العلم أنها قد تعاني من خطر الموت الحتمي في حالة عدم توفير الغذاء لأفرادها. لذلك يجب تفادي إصدار أحكام عامة حول وجود أمان كلي أو خطر كلي على كل الأنواع جملة واحدة، وإنما يجب تقييم المنتجات حالة حالة. فاستعمال منتج لا يحتوي على البروتين ولا على الحمض النووي مثل الزيت المعدل وراثياً أقل خطرا بكثير على صحة الإنسان من تناول بذور نباتية. كما ان استعمال منتج من ألياف القطن للصناعة النسيجية لا يكون له تأثير مباشر على صحة الإنسان، لكن قد يكون له تأثير على البيئة التي قد يعود تأثيرها على الإنسان لاحقاً. \ كذلك يجب على دول العالم والثالث والدول العربية خصوصاً امتلاك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج النباتات المعدلة وراثياً حتى لو كان ذلك على مستوى المخابر العلمية، لأن ذلك يتطلب جيلاً من الباحثين وسنوات من العمل. فقد تصبح النباتات المعدلة وراثياً المخرج الوحيد في مستقبل لا نعلم ما يخفيه لنا. وقد تصبح هذه التكنولوجيا وسيلة للسيطرة على الموارد الحيوية الضرورية لغذاء الإنسان.