عناصر مشابهة

الفكر المعماري العربي الإسلامي : التفسير التاريخي

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:دورية كان التاريخية
الناشر: مؤسسة كان للدراسات والترجمة والنشر
المؤلف الرئيسي: العابد، بديع (مؤلف)
المجلد/العدد:س5, ع16
محكمة:نعم
الدولة:مصر
التاريخ الميلادي:2012
التاريخ الهجري:1433
الصفحات:22 - 39
ISSN:2090-0449
رقم MD:745919
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:العمارة ظاهرة حضارية أصابها داء التجديد (التغيير)، كما أصاب باقي الظواهر الحضارية كالفنون والآداب. ولقد صاحب هذا التجديد، تغيير شامل في البنى النظرية، والمفاهيم، ومناهج التفكير، وطرائق النظر، وأدوات البحث، وأساليب التفسير. ولقد كان داء التجديد، وما زال في العمارة أشد وطأة منه في باقي الظواهر الحضارية. فاستأصلت العمارة العربية الإسلامية من محيطها الحضاري، وبوعد بينها وبين جذورها التاريخية، وأفرغت من قيمها الاجتماعية، وشكك في أصالتها، ووصمت بالتقليد تارة، وبالتبعية تارة أخرى، وغيب فكرها، واستبدلت أطرها النظرية، واختصرت منهجيات ممارستها من أرقى منهجيات التصميم، وهي منهجية الأحكام، إلى أدنى منهجيات التصميم وأكثرها بدائية، وهي منهجية التجربة والخطأ، ثم منهجية التكرار. \\ ولقد أسفر هذا التغيير عن خلق أجيال من أساتذة الجامعات، والمعماريين الممارسين العرب والمسلمين، تنكروا لأنفسهن ولحضارتهم، أخذوا بظواهر الحضارة الغربية فجهلوا فكرهم المعماري، "وعطلوه واتخذوا من جهله وكراهته مذهباً يقرون به ويدعون إليه". ولقد كان أخطر ما أقدمت عليه الحضارة الغربية، منذ القرن الثامن عشر، هو تفسيرها لظواهر الحضارة الإسلامية، ومنها العمارة الإسلامية مستغلة وعينا المستلب، وافتقارنا إلى المؤسسات العلمية، وضعف ما كان قائماً منها، كالأزهر الشريف، وانبهارنا بتقدمها العلمي والتقاني. فطرحت تفسيرها، القاصر علمياً وأخلاقياً لهذه الظواهر. \\ تهدف من هذه الدراسة إلى التعريف بفلسفة التاريخ الإسلامي القائمة على: الدروس والعبر، والتواصل التاريخي، والتفكر والتأمل، والتنوع داخل الوحدة. وبيان هذه المفاهيم، والتعريف بآليات تفسيرها العقلية والفكرية للظواهر الحضارية، وتحديداً للظاهرة المعمارية، وبيان مدى ارتباطها وتحكمها نظرياً وفكرياً بمنهجيات ممارستها وإنتاجها العلمي. والدراسة تهدف إلى إثبات أن العمارة الإسلامية مورست في حيز الوعي، وضمن إطار نظري عماده التفكر والتأمل. وذلك في محاولة للتخلص من حضور وتفسير فلسفة التاريخ الغربي للعمارة الإسلامية، القائمة على التحقيب التاريخي، الذي أستنه المستشرقون وتبناه أتباعهم من العرب والمسلمين، الذي جردوا فيه العمارة الإسلامية من جسمها النظري، وأخضعوها للممارسات العملية التي تتم بمنهجية التجربة والخطأ. \\ ولتحقيق ذلك سأعرض لمفهوم التاريخ في الجاهلية والإسلام. كما جاء في الشعر الجاهلي والقرآن الكريم، وآراء المفكرين، والمؤرخين العرب والمسلمين، ثم أبين الصلة والروابط بين فلسفة التاريخ في الجاهلية والإسلام وأوضح مدى تكاملهما. ثم أعرض لفلسفة التاريخ العربي الإسلامي، وأبين مفاهيمها ومدى ارتباطها بمنهجيات تفسير العمارة وممارستها، مع مقابلة ذلك بما هو سائد في الغرب من آليات تفسير مختلفة عن آليات التفسير العربية الإسلامية. وذلك في محاولة للتخلص من فرضهم لفلسفة تاريخهم في تفسير العمارة الإسلامية وإحلال فلسفة تاريخنا ومفاهيمها لتفسير عمارتنا الإسلامية. والدراسة معنية بالتعريف بالبداية الزمنية للتاريخ العربي، وبيان مدى حضوره وتواصله مع التاريخ العربي الإسلامي. وهذا بدوره أيضاً يتطلب معرفة البيئة الجغرافية، وطبيعة الروابط والصلات التاريخية، والعلاقات الاجتماعية، التي كانت سائدة قبل الإسلام. وستمهد الدراسة بيان طبيعة العلاقة بين الحضارتين: الإسلامية القائمة المنتشرة في المكان والمستمرة في الزمان، والغربية الناشئة (في حينه أي في القرن الثامن عشر) التي تحاول أن تجد لها موقعاً في المكان لتفرض حضورها في الزمان.