عناصر مشابهة

الفلسفة العربية الإسلامية المعاصرة بين واقع مأزوم و أمل قابل للإنجاز

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:المستقبل العربى
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
المؤلف الرئيسي: زيتونى، الشريف (مؤلف)
المجلد/العدد:مج32, ع365
محكمة:نعم
الدولة:لبنان
التاريخ الميلادي:2009
الصفحات:68 - 84
ISSN:1024-9834
رقم MD:721346
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:ذلك هو واقع الفلسفة العربية المعاصرة، وهو واقع مأزوم، ومعقد، لكنه -بالرغم من ذلك -يحمل داخل أزمته مشروعاً عربياً قابلاً للإنجاز، إذا تجاوزنا عقدة نبذ الذات، واحتقارها، وعقدة التعالي عن واقعنا، واتجهنا نحو معالجة القضايا المصيرية التي تهم وجودنا بين الأمم. وعليه فإن الخلاصات التي انتهينا إليها تتجلى في ما يلي: \ \ إن الجهود التي بذلت من طرف المفكرين في وطننا العربي الإسلامي على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم، والتي جاءت بنية بناء مشاريع نهضوية قصد تحريك الواقع العربي الإسلامي، وإخراجه من التخلف الحضاري الذي وقع فيه نتيجة عوامل داخلية، وأخرى خارجية، هي جهود معتبرة لا يمكن أن يستغنى عنها في التأسيس لفكر فلسفي مبدع ومستقل، لأنه واقع حقيقي متغلغل في بنية تاريخنا بكامله، وأن الفيصل في صلاحيته من عدمه، لا يكون إلا بإعمال عقل حواري نقدي توجهه نية خالصة هدفها تحرير العقل العربي الإسلامي من الصراعات المفتعلة التي لا تخدم الذات العربية الإسلامية في شيء، ويكفي دليلاً على ذلك المدة التي قضاها مفكرو هذه الأمة في حروب فكرية من بدايات الحركة النهضوية إلى يومنا هذا، ولم ينتج منها إلا الشيء اليسير. \ \ إن أي بناء فلسفي جديد لا يحترم تراث الأمة العربية الإسلامية الديني، والفلسفي، والعلمي، والفني... ماله الفشل لا محالة، لأن أي غرس دون مراعاة التربة المناسبة له، مآله الضمور، والأمثلة على ذلك كثيرة في وطننا العربي الإسلامي، فكم من فكرة استوردت من الغير بهدف انبعاث الواقع العربي الإسلامي ولم تثمر؟ فكم ينبغي أن نجرب من الأفكار، وكم ينبغي أن نضيع من الأجيال لكي نفهم هذه الحقيقة: يجب التواصل، واستمرار التعامل مع التاريخ دون حرق المراحل، وذلك بأسلوب نقدي موضوعي للتراث؟ ويبدو -في نظرنا -أن هذه الفكرة مغيبة تماماً إذ نجد؛ الكثير من نقادنا ينفرون من كلمة "التراث"، ويرفضون العودة إليه للنظر فيه أولاً، ثم الحكم عليه ثانياً، فلماذا لا نسأل عن هذا التراث، وعن قيمته، وفاعليته؟ \ يقول كارل ياسبرس: "تتراكم أمامنا النصوص الوفيرة والمعارف المتواترة من التراث، فما معناها بالنسبة إلينا؟ وكيف تتسق فيما بينها؟ وعلى أي نحو تمثل كلاً متكاملاً؟ أن الإجابة عن هذه الأسئلة لتنبع من طريقة فهمنا لهذه النصوص والمعارف. فتصورنا للتراث المأثور وتفسيرنا له هما وحدهما اللذان يجعلانه حاضراً أمام عقولنا ( ). ولذلك، فإن التعامل مع التراث، باستحضاره والنظر فيه لبيان ما هو قابل لأن يبعث فيه الحياة لكي يكون مبدأ تواصل للإنتاج الفلسفي العربي الإسلامي، هو من الأمور الضرورية والواجبة. أن العقلانية العربية الإسلامية ما تزال تحمل في طياتها بذور نهضة جديدة بإمكانها أن تساهم في إعادة تشكيل العالم الإنساني من جديد بروح ثقافية متوازنة.