عناصر مشابهة

سارتر و الفن

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:المجلة التونسية للدراسات الفلسفية
الناشر: الجمعية التونسية للدراسات الفلسفية
المؤلف الرئيسي: خالد، عبدالوهاب (مؤلف)
المجلد/العدد:ع40,41
محكمة:نعم
الدولة:تونس
التاريخ الميلادي:2006
الصفحات:49 - 54
ISSN:0330-7980
رقم MD:667983
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:إن ما يمكن استخلاصه من نظرة سارتر إلى الجمال والفن، أنه ميز بين مستوى الحلم ومستوى الفعل، حيث ربط الجمال باللاواقعي lʹirreel، ودليل ذلك أن الواقعي في نظر سارتر لا يمكن أن يكون جميلا على الإطلاق، بل ان الجمال صفة تضفي على الموضوع ضربا من اللاواقعية، كما أن الجمال ينتمي إلى عالم آخر هو عالم "المخيلة" الذي تكشف عنه الإبداعات الفنية، ومادام التخيل فعلا حرا يصنع الجمال، فسيظل الموضوع الجمالي رفضا للواقع، وتعليقا للوجود الحقيقي، وانقلاب مستمرا من عالم الكينونة. كما يعتبر سارتر أيضا أن الإنسان يقحم على العالم كلا من الخيال والفن، للدلالة على أن الموضوع الجمالي إنما يستدرجنا إلى عالم "لا واقعي" دون ان تكون هناك سماء أفلاطونية يحيا فيها مثال الجمال وهذا ما يجسده قوله: "إن الموضوع الجمالي إنما هو على وجه التحديد العالم نفسه من حيث هو هدف يصوب إليه عبر مجموعة من المتخيلات". لكن ما يؤخذ على نظرية سارتر في الموضوع الجمالي أنه يقيم مذهبه الجمالي كله على نظريته في "المخيلة"، فيطلق هذه النظرية حتى على الصور الشخصية (بورتريه) Portait باعتبارها موضوعات جمالية ومن هنا فإننا نجده يجمع بين "الموضوع الجمالي" والموضوع الممثل في اللوحة بوصفه "متخيلا" وكأن من شان الصورة التي يرسمها الفنان لشخصية ما من الشخصيات أن تحيلنا بالضرورة إلى الأصل، فندرك هذا الأصل في الصورة (image) بفعل وساطة اللوحة، وفقا لعلاقة هي في جوهرها سحرية أو شبه سحرية! ولكن الواقع أننا ندرك الموضوع الممثل في العمل الفني دون أية إحالة إلى الأصل، بل دون حاجة إلى القيام بأية عملية من عمليات التخيل. كما أنه يقيم تطابقا غير مشروع بين "اللاواقعي" lʹirreel "والمتخيل" lʹimaginaire لأنه قد يكون في استطاعتنا ان نقول إن "المعنى" هو في صميمه لا واقعي، ولكنه من غير المعقول أن تفهم من هذا القول أن موضوع العمل الفني ليس موجودا فعليا في العالم الخارجي. ومهما كان من امر تلك التفرقة الحاسمة التي أقامها سارتر بين النثر من جهة وغيره من الفنون الأخرى من جهة أخرى، فستظل الفنون جميعا لغات رمزية تتنوع أساليبها، وتتعدد أشكالها، ولكنها تتفق جميعا في كونها تعبر عن العمليات الدينامية لحياتنا الباطنية، وأنها تقوم بجهد تركيبي طائل من اجل تزويدنا بنوع جديد من الحقيقة ألا وهي حقيقة الأشكال الخالصة، لا الأشياء التجريبية، ومن هنا فإن لكل عمل فني بناء ذهنيا يكشف عن ضرب من ضروب "المعقولية" ألا وهي معقولية "الصور" أو الأشكال ولو أن سارتر أدرك ما في الفن من "لغة رمزية" لما تورط في استبعاد فنون كالشعر والتصوير والموسيقى من دائرة الالتزام بحجة انها مجرد وسائل في خدمة المتعة الجمالية الخالصة، دون أن تكون لها دلالة معنوية أو فكرية!.