عناصر مشابهة

دور مثقفى بغداد فى الحياة الفكرية

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة العلوم الانسانية
الناشر: جامعة بابل - كلية التربية للعلوم الإنسانية
المؤلف الرئيسي: علي، عادل مدلول (مؤلف)
المجلد/العدد:ع15
محكمة:نعم
الدولة:العراق
التاريخ الميلادي:2013
الصفحات:179 - 185
DOI:10.33855/0905-000-015-014
ISSN:1992-2876
رقم MD:634466
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:ان التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها العراق في النصف الثاني من القرن التاسع عشر هيأت الأرضية المناسبة من اجل ان يتمكن العراق من اجتياز المرحلة التي اصطلح على تسمينها من قبل المؤرخين بالعصور المظلمة، وكانت لهذه التطورات الاثر الكبير والبارز في ميلاد بعض الافكار الحديثة المثقفة بداية القرن العشرين، الا انها عجزت من ان تؤدي الى خلق تطور فكري سريع للأفكار الوطنية فتركت المجال رحبا امام العوامل الخارجية التي رفدت الفئة المثقفة العراقية بتيارات فكرية جديدة وبواسطة قنوات مختلفة احتلت الرحلات والبعثات الدراسية المقام الاول منها. وادى نشاط المثقفين الى ظهور ملامح فكر جديد على النقيض من الفكر التقليدي السائد بهجاه اصلاحي لا تغيير ثوري، ولكنه بقي محصورا بين جدران مجالس المثقفين الخاصة. واذا ما حصل تحرك سياسي في تلك المرحلة فإنه كان في اطار فردي، الا ما ندر ويعزى ذلك الى ضعف الطبقة الوسطى التي لم يكن بمقدورها ان تتحول الى حلقة وصل بين فكر المثقفين وبين عامة الناس والمجتمع البغدادي، فضلا عن الجو السياسي الذي خيم على العراق في ظل حكم السلطان عبد الحميد الثاني، والذي كان بمثابة عصا في عجلة تحرك المثقفين. ومع ذلك ظهرت حالات تحد لدى بعض المثقفين في بغداد ضد النظام السياسي العثماني في حين نقل معظم المعارضين لهذا النظام في الاقاليم الاخرى نشاطهم الى خارج الدولة العثمانية، مع العلم انهم لم يستهدفوا سوى الاصلاح في الداخل، فلم يفكروا بالانفصال عن جسم الدولة العثمانية. وحقق المثقفين بشرائحهم كافة قفزة نوعية في تطورها الفكري والسياسي بعد اعادة العمل بالدستور عام 1908 واصبح لهم وزن سياسي وفكري، فقد اندمجت بتيار الاصلاح الاجتماعي باعتباره جزءا من تيار التجديد، مما تجسد في نشاطهم في ميداني الصحافة والتعليم، وتكونت لديها مطالب سياسية واعية كانت تمثل خطوة نوعية الى الامام. وبناء على ذلك ظهرت في المدة الممتدة بين -عام 1908 وقيام الحرب العالمية الاولى مظاهر تحديث فكري سياسي جعلت من هذه السنوات مرحلة قائمة بحد ذاتها، وعلى الرغم من رد الفعل المباشر والسريع من قبل القوى المحافظة، ان المثقفين كانوا يدعون الى التحديث وتمكنوا من ارساء\ اسس صحيحة لنشاطهم في المرحلة اللاحقة. ويبدو أن المنتمين داخل صفوف الفئة من المثقفين في تلك المرحلة مع قلة نشاطهم السياسي سجلوا في ميدان التحرك الوطني والقومي منطلقات لم تكن مألوفة في المجتمع العراقي قبل هذه المرحلة، الامر الذي تحول الى وسيلة مهمة للرجوع الى العقل. وقد تبين أن موقف هؤلاء ازاء التغلغل الاستعماري في المنطقة لاسيما الضغط العثماني المتزايد عليهم كان نقطة ضوء جديرة بكل تقدير بالنسبة لمرحلتها. ولكن ذلك لا يعني ظهور خط محدد واضح ونابت لدى المثقفين الذين غالبا ما كانوا يغيرون مواقفهم الا ما ندر، وتجسد ذلك بصورة خاصة في سنوات الحرب العالمية الاولى.