عناصر مشابهة

العلاقة بين الميتافيزيقا و العلم : رؤية محمود رجب

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:أوراق فلسفية
الناشر: كرسي اليونسكو للفلسفة فرع جامعة الزقازيق
المؤلف الرئيسي: قطب، خالد (مؤلف)
المجلد/العدد:ع33
محكمة:نعم
الدولة:مصر
التاريخ الميلادي:2012
الصفحات:325 - 328
رقم MD:626418
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:أن محمود رجب يجد ضرورة التكامل بين الميتافيزيقيا والعلم، وبين التأمل والتجريب.. فلا يجب أن نتعصب لعلم ضد الميتافيزيقيا فننادي باستبعادها، ولا نتعصب للميتافيزيقيا ضد العلم، ونحط من قيمته، ولا نتعصب ضد الميتافيزيقيا والعلم على السواء، فننادي باستبعادهما معا \ لقد وجد محمود رجب ضالته في الفيلسوف الإنجليزي وايتهيد، الذي يعد بمثابة النموذج الذي جمع بين الميتافيزيقيا والعلم على أسس فلسفية ومنطقية وعلمية صحيحة. غابة هذا الجمع هو إثراء روح الإنسان وتزكية وجوده، فلم يعزل وايتهيد العلم عن الميتافيزيقيا، بل اتخذه معبرا أو سلما للوصول إلى الميتافيزيقيا: فالميتافيزيقيا هي غاية المعرفة الإنسانية وتاجها \ كان هدف وايتهيد أن يقيم مذهبا للأفكار يستطيع أن يضم الاهتمامات الجمالية والأخلاقية في علاقة مع تصورات العالم الميتافيزيقية التي تتأصل في العلم الطبيعي، فالميتافيزيقيا، من وجهة نظر وايتهيد، هي البحث عن الخصائص العامة للكائنات الفعلية، ومحاولة اكتشافها، ولكي تكتشف الخصائص العامة الواقعية الفعلية تلك، لا بد أن نستجيب للتجربة، ولكن لما كانت التجربة متغيرة بتغير الشيء الملاحظ، كان لا بد من الركون إلى العناصر الممكنة الثابتة التي نجدها في الميتافيزيقيا، أي الخصائص العامة والكلية للأشياء لأنها ثابتة لا تتغير، وضرورية، ومن ثم لا يجب، في رأي وايتهيد ومحمود رجب، أن نركن إلى الملاحظة البسيطة لاكتشاف الخصائص العامة والكلية للأشياء. \ وليس معني هذا أن نستبعد التجربة، بل هي ضرورية في مجال الحياه اليومية، لأنها تهتم بالتفاصيل، بل هي ضرورية أيضا لتقديم الدليل أو البيئة، أذن، يحاول محمود رجب أن ينتفع بمنجزات العلم وتطبيقاته على مستوي الحياة اليومية، ولكن لا يمنع هذا وجود التصورات والتأملات والفروض التي تتبع من الميتافيزيقيا، فكلاهما يكمل الأخر، وكل منهما ضروي لوجود الإنسان وللحضارة الإنسانية بعامة إن البنية المتماسكة للفكر الميتافيزيقي هي التي جعلته يقف صامدا أمام الهجمات الشرسة التي تعرض لها طوال تاريخ الفكر الفلسفي، وهي من دعاة النزعة العلمية أنفسهم، بحيث لا نستطيع، كما يقول هيدجر "أن نتخلص من الميتافيزيقيا مثلما نغير رأيا من آرائنا.، ولا يكفينا أن ندعي العملية أو نعتنق الأفكار الوضعية كي نجد أنفسنا خارج الميتافيزيقيا وعلى هامشها، فحتي الأسس التي يقوم عليها العلم تظل متجذرة في الميتافيزيقيا، والعلوم، كما يري هيدجر ذاته، ليست إلا الميتافيزيقيا وقد بلغت أوجهها. العلم هو البعد الميتافيزيقي للعالم المعاصر، هذا العالم الذي تسوده إرادة القوة، والذي يسعي لأن يجعل من الإنسان كائننا يتفوق على الإنسان" \ لذا حاول محمود رجب أنت يقدم لنا درسا إبستمولوجيا نحن الأن أحوج ما نكون إليه، وهو " أن الموقف الميتافيزيقي هو ذلك الموقف الذي يتخذه الإنسان بالضرورة عندما يدرك أن العلم هو من خلقه، وأن صلته وعلاقته بالوجود هو من نوع أخر غير ما تقترضه المعرفة الموضوعية، ليس هناك في تاريخ الفلسفة أي تقدم مطرد، بل هناك سرمدية مستمرة لنداء الوجود الذي يهيب بكل فيلسوف أن يعود إلى "الوجود"، هذا الأساس الذي لا بد أن تتأسس فيه الميتافيزيقيا، أو الأرض الخصب التي تمد جذر شجرة الفلسفة (أي الميتافيزيقيا) بالعصارة والقوة اللازمتين لنموها. ولابد أيضا لكل فيلسوف أن يعود إلى "الذات" " فإن ما تكشف عنه الميتافيزيقيا إنما هو دائما "الإنسان" في علاقته بالوجود، "والأنسان" هو الكلمة النهائية للميتافيزيقيا، فالإنسان بعد رأسي هو الذي يجعل منه موجودا ميتا- فيزيقيا ... إننا عندما نستبعد الميتافيزيقيا- سواء باسم العلم أو الإنسان، فكأننا نستبعد من الإنسان ماهيته، أي قدرته على التجاوز والعلو.