عناصر مشابهة

الجسد الأنثوي في أواخر العصر الوسيط وبداية الحديث : واقع وصور وتمثلات

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:أعمال ندوة : الجسد في مجتمعات المتوسط من القرن السادس عشر إلى اليوم - تمثلات - معارف وممارسات
الناشر: جامعة تونس - كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية
المؤلف الرئيسي: الهلالي، م. ي. (مؤلف)
محكمة:نعم
الدولة:تونس
التاريخ الميلادي:2010
الصفحات:9 - 38
رقم MD:624189
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:نحاول في هذا البحث أن نبين أن الجسد وسيط بين الذات والمجتمع، مع ضرورة التفريق بين الجسد كذات والجسد كحمولة. غالبا، لا يذكر الجسد الأنثوي إلا باستحضار الرجل كعقلية والرجل كجسد، فالذهنية الفقهية الغربية وذهنية المجتمع تناغما وأحاطا بالجسد الأنثوي بأنظمة المراقبة والتحريم. فكان الخوف من هذا الجسد وعليه، مما أظهر المجتمع وكأنه مهدد باستمرار في نظامه. وبدا طغيان التمثلات والصور السلبية حول الجسد الأنثوي، مع وجود أخرى إيجابية قليلة، بعضها مرتبط بالمتخيل. لقي موضوع الجسد اهتمام تخصصات عدة من أدب بمختلف تلويناته (رواية مسرح، شعر، وملحون)، وفن بشتى صنوفه (نحت، رسم، رقص، مسرح، وسينما)، وسيميائيات، وفلسفة، وأنتروبولوجيا، وعلم اجتماع، وعلم أديان، وطب... الخ. في وقت تأخر اهتمام البحث التاريخي به لاعتبارات مرتبطة بالتطور المنهجي للكتابة التاريخية، ومعارضة مثل هذه المواضيع من قبل المؤرخين ( )؛ فحتى الغرب الأوروبي الذي عرف قفزة منهجية مع مدرسة الآنال، لم تظهر فيه الأبحاث التاريخية أو ذات المقاربة التاريخية المهتمة بالجسد، في حدود علمي، سوى مع بداية السبعينيات من القرن الماضي ( )، لكنها سائرة بوتيرة سريعة حتى صار تاريخ الجسد طبقا شهيا في الكتابة التاريخية اليوم، وثمة مجلة متخصصة بدرجة كبيرة في تاريخ الجسد بعنوان: "Body and Society" ( ). أما الدراسات العربية في الموضوع، فتأخرت كثيرا مقارنة مع نظيرتها الغربية ( ). ولعل هذا مرتبط بالصعوبات المعرفية والمنهجية للموضوع. في سياق هذا الاهتمام التاريخي المتأخر بموضوع الجسد، وارتباطا بتاريخ العقلية ذي الصلة بالتمثلات الجماعية غير الشعورية باعتبار الجسد حمالا لمجموعة من الرموز المنتجة للعديد من المعاني من داخل الثقافة التي يوجد فيها، ولكونه المرتع الفعلي لمجالات المتخيل جماعيا كان أم فرديا، ناهيك عن العلاقة الوطيدة بين الجسد والصورة ومن ثمة بين الجسد والتصور والمتخيل ( ). في هذا الإطار، يحاول هذا البحث تقديم إسهام لفهم واقع الجسد الأنثوي في مغرب أواخر العصر الوسيط وبداية الحديث (القرن XVم القرن XVIم) وصوره وتمثلاته، كمرحلة أولى تمهد لمعالجته على المدى الطويل، لأن ما هو ذهني-مجتمعي يقتضي مدى زمنيا طويلا. فما هي طبيعة المصادر التي يمكن أن يستقي منها الباحث معلوماته حول الموضوع خلال الحقبة المدروسة؟