عناصر مشابهة

جهود المؤرخين المعاصرين في خدمة السيرة النبوية

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:المؤتمر العالمي الأول للباحثين في السيرة النبوية: جهود الأمة في خدمة السيرة النبوية
الناشر: مؤسسة البحوث والدراسات العلمية - مبدع
المؤلف الرئيسي: الشريف، محمد موسى (مؤلف)
المجلد/العدد:مج2
محكمة:نعم
الدولة:المغرب
التاريخ الميلادي:2012
التاريخ الهجري:1434
الصفحات:645 - 678
رقم MD:623873
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات:IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:لقد كان لبعض المؤرخين المحدثين جهود جليلة في تدوين السيرة النبوية المشرفة المطهرة، وقد اخترت ستة لكلٍ منهم مسار تجديدي في كتابة السيرة، وكل منهم وُصف بأنه مؤرخ. فالأستاذ محمد الخضري كان له قصب السبق في طريقة تدوين السيرة جمع بها بين السرد وبين العبر والعظات على ما أوضحت في دراستي لمصنفه، ومن مزايا كتابه إقراره بالمعجزات النبوية وإثباته لها بدون تأويل ولا تعطيل مخالفاً لأكثر كتاب السيرة في عصره، أما كونه قد انتكس بعد ذلك – غفر الله له – على ما بينته آنفاً فلا يضرني في شيء إذ إني بينت صنيعه في كتابه هذا فقط لا غيره مما ألفه بعده. والأستاذ محمد أحمد جاد المولى بك – رحمه الله تعالى – جمع بين سرد السيرة والشمائل على وجه فريد، تفرد به مطلقاً بين كتاب السيرة المحدثين، فيما أعلم والله تعالى أعلم، وقد كان لكتابه حلاوة، ولعبارته طلاوة، ولسرده رونق جليل، وصح مع ذلك كله القول بأن لكتابه هذا مساراً جدد كتابة السيرة. والدكتور أحمد شلبي أتى بمباحث جديدة لم تعهد في كتابة السيرة، فأعاد توزيع مواد السيرة تحت فصول بعناوين جديدة وتقسيم مبتكر كان له فيه قصب السبق، وهو مسار جديد في تدوين السيرة، ولولا المساوئ والنقائص التي بينتها في كتابه لكان لكتابه شأن غير هذا لكن هكذا قُدر. أما رابع المختارين وهو الأستاذ محمود شاكر فقد تميز كتابه بالعرض المبتكر لأحداث السيرة تحت أبواب وفصول وعناوين لم يسبق إلى حُسنها وجودتها، ويضاف إلى هذا جمعه في عرض السيرة بين البسط والإيجاز فيبسط فيما يحتاج إليه البسط، ويوجز فيما يحسن فيه الإيجاز. والدكتور عماد الدين خليل حاز قصب السبق بكتابه "دراسات في السيرة النبوية" وله فيه مسار تجديدي حسن، ومما برز بقوة من ثنايا كتابه حسن النقد وكثرته وجودته، ومناقشة المستشرقين في دعاواهم وشبهاتهم، وإعادة توزيع أخبار السيرة في فصول بديعة ذات عناوين مبتكرة، لكن أفضل ما في كتابه – عندي – هو التحليل الكثير الجيد الذي استطاع به أن يخطّ لنفسه مساراً تجديدياً خاصاً بين كتب السيرة الحديثة. والدكتور أكرم ضياء العمري ابتدأ التصنيف في السيرة من بين المتأخرين بشرط شرطه على نفسه وهو التزام الصحيح، وقد بينت مدى وفائه بشرطه في دراستي لمصنفه، وبصنيعه هذا يصح القول بأنه اختط لنفسه مساراً تجديدياً لم يُعرف في كتب السيرة المشرفة المطهرة الحديثة، واكتاز كتابه أيضاً بإعادة توزيع أخبار السيرة على وجه تفرّد به. ولكل كتاب من تلك الكتب الستة مزايا غير التي أوجزت ذكرها ها هنا، ونقائص لم أذكرها في هذا السياق اكتفاءً بما ذكرته في موضعه من البحث، وقد اكتفيت بأولئك الستة ولم أعرج على غيرهم ممكن كتب في السيرة لأني أرى أن ذكر كل منهم يغني عن ذكر آخر أقل شهرة وسار على خطى الذي اخترته، ومثالاً على ذلك الدكتور حسين مؤنس أغنى عن ذكر منهجه في كتابه "دراسات في السيرة النبوية" أمر وهو أن دراستي لكتاب الدكتور أحمد شلبي وما فيه من نقائص كثيرة يغني عن دراستي لكتاب د. حسين مؤنس – رحمهما الله تعالى – فبين الرجلين تشابه في المنهج وفي السقطات العلمية، بل إن منهج الدكتور حسين مؤنس أشد سوءاً وأكثر جرأة على المصادر الحديثة والتاريخية غفر الله لهما. وعسى أن يكون فيما أوردته كفاية، ومصوراً لكل مناهج المؤرخين المحدثين في تدوينهم السيرة النبوية المشرفة المطهرة.