عناصر مشابهة

سؤال القيم في المناهج والمقررات الجديدة: الفلسفة نموذجاً

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة عالم التربية
الناشر: عبدالكريم غريب
المؤلف الرئيسي: جرموني، رشيد (مؤلف)
المجلد/العدد:ع19
محكمة:نعم
الدولة:المغرب
التاريخ الميلادي:2010
الصفحات:224 - 233
ISSN:1113-65615661
رقم MD:573627
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:لا شك أن العديد من المتعلمين، لا يستطيعون كشف الخبايا المبثوثة وراء هذه المضامين، وقد يقرأونها وقد لا يقرأونها، وقد يفهمونها وقد لا؛ ومع ذلك فإنني أعتقد أن كون مقررات مادة الفلسفة تتضمن مثل هذه النصوص وغيرها، يثير العديد من التساؤلات حول المسار الذي سلكه صانعوا القرار التربوي ببلادنا، لإعادة تجديد البرامج والناهج الدراسية؛ وهل تم وفق منظور مجتمعي وفلسفة تربوية وثقافية ، لنوعية الإنسان أو المواطن الذي يراد إعداده وتكوينه عبر النظام التربوي، وما موقع الفلسفة في هذا السياق؟ \ إن عملية إعادة تجديد المناهج والبرامج ، تتطلب في نظرنا مراعاة لطموحات وحاجات الأفراد الفكرية والنفسية والاجتماعية والروحية والقيمية، خصوصا في ظرفية سوسيوتاريخية كالتي نعيشها حاليا، والتي تتميز بعودة "المقدس" وهيمنته على الثقافة والفكر العربي والإسلامي، والمغرب واحد من الدول التي تعيش هذا التحول. \ من جهة أخرى، فإن هذه عملية المراجعة ، وجب أن تتماشى مع ما جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وللأطر المرجعية المؤطرة للمادة. من هنا نخلص إلى القول أن مسؤولية اللجنة الدائمة للبرامج، تبقى قائمة في تدارك هذه الهفوات المنهجية والقيمية التي وقعت أثناء عملية صياغة البرامج والمقررات الدراسية الخاصة بمادة الفلسفة؛ وذلك تفاديا لكل رفض مجاني لهذه المادة الحيوية ، من قبل المتعلمين ، وأيضا للخروج من تلك الشرنقة التي حاول البعض أن يموقع فيها البراديغم الفلسفي المعادي لكل ما يمت للدين من صلة. \ ولهذا أرى أن هذا التجديد وجب أن يستحضر طبيعة هذه المادة ، والتي قامت بأدوار جد هامة في تاريخ البشرية؛ فعلى سبيل المثال ففلسفة عصر الأنوار، كنمط من الوعي المعبر عن المد البورجوازي الناشئ، والثائر ضد الإقطاع والكنيسة بكل أنساقهما الثقافية وتنظيماتهما الاجتماعية ..، كانت وراء مختلف الثورات الفكرية والاجتماعية (الثورة الفرنسية، الإنجليزية، والألمانية) ( ). \ ولعل الفلسفة باعتبارها فكرا نقديا تنويريا، كفيلة بالمساهمة في مساعدتنا على بناء مشاريعنا المجتمعية والحضارية وفق فلسفة شمولية ناضجة وواعية ، مؤطرة لفلسفة تربوية واضحة المعالم، تسعى لتكوين وبناء الإنسان/ المواطن الفاعل المنتج والمؤهل للتواصل والتفاعل الحضاريين، و"المعتز بهويته". ومقررات الفلسفة إذا ما تم تضمينها لكافة الأبعاد السابقة الذكر، قمينة بأن تخرجنا من أوضاع الخواء الفكري التي نعيشها، ومن التقليد والتبعية والتخلف والدوران اليائس في الحلقات المفرغة، بإمكانها أن تمنحنا شروط التأهيل والاقتدار المستحق لاقتحام أزمنة التنمية والتقدم والحداثة والاستنارة الفكرية والحضارية الشاملة.