عناصر مشابهة

دور الفضائيات العربية في تحقيق عالمية الثقافة العربية

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: بلغيث، سلطان (مؤلف)
المجلد/العدد:ع 131
محكمة:نعم
الدولة:مصر
التاريخ الميلادي:2007
الصفحات:76 - 94
ISSN:1687-2452
رقم MD:55719
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:تبين مما سبق أن الثقافة العربية تواجه واقعاً صعباً، لأن الرهان الحقيقي الذي يواجهه العالم العربي الإسلامي في مطلع القرن الحادي والعشرين، لا يجب اختزاله في عدد الفضائيات المملوكة أو المؤجرة، بقدر ما يتمثل في كيفية إدارة هذه القنوات وحجم الإنتاج الأصيل الذي تبثه للمشاهد العربي، ومدي جودته، وقدرته على تمثيل المشهد الثقافي العربي بصدق، بعيداً عن التهريج وسد الفراغ بمضامين فارغة، في عالم تتبارى فيه أكبر وأشهر الشركات الإنتاجية الإعلامية العالمية على الظفر برضي المشاهد. لقد بات واضحاً أن الإسراف في الإنفاق على قنوات فضائية عربية اسماً وأجنبية مضموناً يعد رهانا خاسراً لأنه يساهم في تعميق حده التبعية، وبفتح منافذ الاغتراب والغزو الفكري، وذلك أن الإعلام العربي لم يسلح أغلبية المشاهدين بثقافة المشاهدة التي تكسبهم الحصانة الضرورية التي تحول دون اختراق ثقافة العولمة لمنظومتهم الثقافية. وفي زمن مازالت فيه الكثير من البلدان العربية تراهن على إعلام مظهري تابع يثمن توجهات النظام الحاكم، ويحجم عن التعرض لمثالبه وعثراته، وفي ظل استيراد المعدات والبرامج من قبل الفضائيات الغربية، وعجز الإنتاج الإعلامي العربي عن الوفاء بالاحتياجات الثقافية للمشاهد العربي، فالكثير من المضامين المقدمة لم ترق إلى مستوى طموحه مما جعله يعزف أحيانا عن هذه المضامين ويبحث عن البديل في القنوات الأجنبية. وفي ذلك دليل قاطع على أن الفضائيات العربية تعد اليوم هي حامي حمى الثقافة العربية. فهي قادرة على الوقوف سدا منيعا في وجه كل الأفكار الهدامة، والقيم المبتذلة التي يسوقها الإعلام الوافد، ذلك أن التجربة تثبت بأن الانفتاح الإعلام المطلق وغير المسؤول غالباً ما تكون عواقبه غير سليمة، وبالتالي تكون نهايته الدمار الثقافي والأخلاقي. وتلافيا لهذا المآل غير المرغوب نطالب الفضائيات العربية والقائمين على إدارتها بمزيد من العمل الجاد الرامي إلى توعية المجتمع ولا سيما الشباب وتثقيفهم وصقل مواهبهم وتفجير طاقتهم المبدعة، والترويح عن أنفسهم بأسلوب هادف ومدروس خال من الإسفاف، وغرس القيم الأصيلة لديهم، مع جعلهم أكثر قدرة وقابلية للتفاعل إيجابيا مع واقعهم والسعي لتغييره نحو الأفضل في عالم أصبح مسرحا خصبا للصراع الفكري والحضاري، فالإعلام في الوقت الحاضر لم يعد وسيلة للترفيه وتزجيه الفراغ فقط، بل أضحى في المقام الأول آلية من أبرز آليات تأكيد هيمنة ثقافة العولمة، وسلاحاً فتاكاً لتصفية ما سواها من الثقافات.