عناصر مشابهة

الشرطة الجوارية : مفهومها و أهدافها و تطبيقاتها

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:دراسات اجتماعية
الناشر: مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلمية
المؤلف الرئيسي: براردى، نعيمة (مؤلف)
المجلد/العدد:ع 9
محكمة:نعم
الدولة:الجزائر
التاريخ الميلادي:2011
الصفحات:65 - 82
ISSN:2170-0478
رقم MD:522552
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:فالتحديات التي تواجه جهاز الشرطة هي القضاء على العوائق التي من شأنها الوقوف أمام مساهمة المواطن في التصدي للجريمة، وضرورة تقريب الشرطة من المواطن، وتحقيق الصورة الإيجابية للشرطة عبر شراكة في المسؤولية الأمنية وكسر الحواجز النفسية التي ارتبطت دوما بعمل جهاز الشرطة من خلال تعامله مع المواطنين، وإبراز دوره الاجتماعي لدعم الثقة والتفاعل الإيجابي ولا بد للجهاز من العمل على الحد من الجريمة وإيجاد سبل للتعاون البناء بين الشرطة وفئات المجتمع كالإبلاغ عن الحوادث والجرائم وحوادث المرور والاختطاف والابتزاز والرشوة والدعارة والمخدرات وكل الجرائم التي تمس الاقتصاد الوطني والأشخاص المشبوهين والإرهابيين والتجارة بأموال الشعب بصورتها غير المشروعة حيث إن تعاون المواطن مع الشرطة سيساهم بشكل كبير في وضع حد للجرائم والعمل على بناء مجتمع جديد متعاون وطرف أساسي في العملية الأمنية. \ والمطلوب من أفراد هذا الجهاز العمل على تقديم المساعدة للمواطن وكسب ثقته من خلال أساليب الاتصال المبنية على أساس الاحترام والمعاملة الحسنة والحرص على أن تكون أقسام الشرطة محل ثقة المواطن واستقباله بشكل مناسب واحترامه بما يتناسب ومكانة كل فرد حفاظا على سمعة المؤسسة الأمنية بعيدا عن السلوكيات التي من شأنها أن تسيء لأفراد الشرطة وتبعد المواطن أكثر فأكثر عن هذه المؤسسة. \ ورغم تأثير المعطيات العاطفية والفلسفية، لإثارة اهتمام المواطنين وكسب تعاونهم، وتفهمهم لأدوار الشرط في حماية المجتمعات وما تحتاجه من تعاون الجميع إلا أن ذلك كله لا يكفي ما لم تحول العملية التعاونية إلى ما يشبه التنظيم المؤسسي" القائم على فلسفة أمن خاص للتكافل الاجتماعي الأمني عبر خطط طويلة ومتوسطة وقريبة المدى . وخطط الأمن التي تهدف إلى دمج جهود السكان للتعاون مع رجال الأمن، لا بد لها أن تتطلق من آليات عمل واضحة وفيها وصف دقيق لطبيعة الأنشطة ومجالات التعاون المطلوبة من المواطنين وذلك كله طبقا لقوانين ولوائح تنفيذية. \ وهنالك الكثير من التجارب والدروس المستفادة في مجالات الشرطة المجتمعية، يمكن أن تستفيد منها الشرطة التي تقرر العمل عبر هذا المفهوم . وحتى يتحقق الأمن الشامل عبر تعاون وتكافل المجتمع، فإن بعضا من الأكاديميات والمدارس الأمنية، تحول الدروس المستفادة والتجارب إلى تقنيات عمل وخطط مرنة قابلة للتنفيذ. كما أن استهداف رفع جاهزية وتوعية المجتمع في هذا الشأن، لا بد أن ينطلق من محاور أساسية متكاملة. \ فالمحور الأول : هو مجالات التوعية الشاملة للمجتمع كله عن مفهوم الشرطة المجتمعية، والأدوار المطلوبة من المجتمع ؛ على أن تتم هذه التوعية عبر برامج مكثفة ومستمرة . \ وأما المحور الثاني : فهو خاص بأولئك المواطنين القادرين على التطوع بوقتهم وجهودهم، للتعاون بأشكاله المطلوبة والمتاحة . ويتم تدريب المتطوعين وتوجيههم عبر برامج وندوات ودورات مستمرة، وعبر تزويدهم بالمعلومات أولا بأول، وفي بعض الحالات يزودون بوسائل لها علاقة بشؤون الأمن مثل وسائل الاتصال أو الإنذار المبكر \ والمحور الثالث يوجه لتدريب منسوبي الشرطة ليتمكنوا من تفهم وتطبيق آليات هذا التعاون بكفاءة واحترافية . فالتعاون مع المواطن المتطوع لتنفيذ مسؤوليات أمنية، عملية تختلف في فلسفتها كثيرا عن التعاون الرسمي بين منسوبي الشرطة مع بعضهم ( ). \ وتعد المؤسسات الأمنية عماد سلطة المجتمع لأنه مهما تباينت النظم السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية فمن المسلم به أنها تمثل التجسيد الطبيعي لسلطة المجتمع من خلال القيام بواجباتها الأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار. \ وما يتحتم علينا اليوم هو وضع استراتيجية أمنية تسمح لنا بتفعيل دور المواطن في المعادلة الأمنية بما يتماشى وطبيعة مجتمعاتنا وتصوراتنا لأساليب مكافحة الجريمة وهذا بإشراك المؤسسات الاجتماعية الأخرى، وهذا عن طريق السعي نحو وضع أطر تنظيمية لاستراتيجية أمنية شاملة تتضمن استحداث آليات عمل ملائمة وفعالة للمشاركة المجتمعية وتطبيقها وقيام الأجهزة الأمنية بمضاعفة جهودها لتحسين صورتها أمام الجمهور وتدعيم مناهجها دراسات لمفاهيم وتطبيقات المشاركة المجتمعية، وأهمية نشر هذه الثقافة من خلال مناهج التوعية الأمنية في مؤسسات التعليم وتنمية الشعور بالمسؤولية الأمنية لدى أفراد المجتمع بما يحقق أهداف الوقاية من الجريمة، وتحقيق الأمن في المجتمع. \