عناصر مشابهة

التوجهات البحثية والمنهجية في بحوث الرسائل الجامعية في مجال الإبداع التنظيمي في الأجهزة الحكومية بالمملكة العربية السعودية

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:الإدارة العامة
الناشر: معهد الإدارة العامة
المؤلف الرئيسي: عبدالرحمن، طارق عطية (مؤلف)
المجلد/العدد:س 53, ع 1
محكمة:نعم
الدولة:السعودية
التاريخ الميلادي:2012
التاريخ الهجري:1434
الصفحات:231 - 284
DOI:10.36715/0328-053-001-005
ISSN:0256-9035
رقم MD:497688
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:يعتبر هذه البحث دراسة في التأصيل العلمي ومنهجية البحث في دراسات الإبداع في الأجهزة الحكومية وليست دراسة نقدية تقويمية لهذه البحوث، حيث استهدفت هذه الدراسة التعرف على أهم التوجهات البحثية والمنهجية في بحوث الرسائل الجامعية في مجال الإبداع في الأجهزة الحكومية بالمملكة العربية السعودية. واعتمدت الدراسة على المنهج المكتبي التحليلي ومنهج تحليل المحتوى. واستخدمت الدراسة عينة ميسرة بلغ حجمها (26) رسالة ماجستير ودكتوراه في مجال الإبداع في الأجهزة الحكومية تم إجراؤها في خمس جامعات سعودية في الفترة من عام 1418هـ حتى 1433هـ. وقد أشارت النتائج إلى أن معظم الدراسات ركزت على دراسة العوامل المسببة للإبداع، وأن غالبية الدراسات تناولت الإبداع التنظيمي باعتباره متغيرا ًتعاباً، يلي ذلك الدراسات التي تناولت خصائص ومعوقات الإبداع التنظيمي. كما أشارت النتائج إلى أن جميع الرسائل العلمية تنتمي لنوع الدراسات الميدانية. واعتمدت معظم هذه الدراسات على استخدام منهج البحث الوصفي دون تحديد منهجي. وتم إجراء هذه الدراسات على أجهزة ومؤسسات حكومية متنوعة. وكان مستوى التحليل في جميع هذه الدراسات هو المستوى الفردي، ولم تستخدم جماعة العمل أو المنظمة كوحدة تحليل. كما ركزت معظم هذه الدراسات على قياس مستوى الإبداع في الأجهزة الحكومية من خلال المهارات التي يمتلكها العاملون بأسلوب التقرير الذاتي باستخدام الاستبانة أداة لجمع البيانات، كما أن الغالبية العظمى من الرسائل استخدمت أسلوب المعاينة في جمع بيانات الدراسة. واتضح أن جميع الدراسات استخدمت أساليب الإحصاء الوصفي بالإضافة إلى استخدام بعض أساليب الإحصاء الاستدلالي وخاصة أسلوب الارتباط البسيط، وأسلوب تحليل التباين أحادي الاتجاه، واختبار "ت". كما اتضح أن معظم الدراسات التي تناولت دراسة محددات الإبداع التنظيمي في الأجهزة الحكومية ركزت على دراسة العوامل الشخصية والعوامل التنظيمية ولم تتطرق إلى دراسة عوامل البيئة الخارجية للمنظمة. وبناء على هذه النتائج اقترحت الدراسة إطاراً تحليليا ًلدراسة الإبداع التنظيمي في الأجهزة الحكومية يتضمن ثلاثة أبعاد هي: بعد المحددات، ويشمل ثلاثة أنواع من المحددات هي العوامل الشخصية، والعوامل التنظيمية، وعوامل البيئة الخارجية للمنظمة، وبعد أنواع وأبعاد الإبداع التنظيمي ويتضمن بعدين رئيسيين هما: الإبداع الفني، والإبداع الإداري، وكل منهما له أبعاد فرعية؛ وبعد نتائج وعواقب الإبداع التنظيمي. \ يُعد البحث العلمي الركيزة الأولى في تقدم ورفاهية المجتمعات الإنسانية؛ إذ إنه يهدف إلى تنمية المجتمع ويحقق الاستغلال الأمثل للموارد وحُسن إدارتها وزيادة الإنتاج. وهناك صلة وثيقة بين التقدم في مجال البحث العلمي وكل من التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فالبحث العلمي يُوصف بأنه محرك أو قاطرة التنمية. وإدراكا ًلذلك تسعى المجتمعات الإنسانية إلى توظيف مختلف الإمكانيات المادية والبشرية من أجل تطوير المؤسسات البحثية إدارياً وتنظيميا ًوبشرياً وصياغة الخطط والأولويات البحثية التي يعتمد على تنفيذها كفاءة وفعالية برامج التنمية المختلفة. \ وتعتمد الاستفادة من مخرجات البحث العلمي على قدرة الباحث على التحكم في مجريات دراسته من لحظة ظهور الفكرة في ذهنه، إلى لحظة نضوجها وتحويلها إلى شكل برامج وتوصيات ترسل لصناع القرار. إلا أن غياب معايير البحث العلمي السليم أو عدم الالتزام بها من قبل بعض الباحثين، خاصة في مجال البحوث الاجتماعية قد يؤدي إلى الحصول على نتائج بحثية متناقضة فيما بينها (الثبيتي، بدون تاريخ). ويشير الصوا (2000: 554) إلى أن تحديد معايير ومنهجية البحث العلمي والالتزام بها يمكن أن يسهم في تجسير الهوة بين نتائج تلك البحوث والممارسات التطبيقية، على اعتبار أن عدم الاتساق في نتائج البحوث وتعارضها أحيانا لا يمكن صانع السياسة من تشكيل قاعدة ثابتة وواضحة لاتخاذ قرار. \ وعلى هذا الاساس أصبحت قضية منهجية البحث العلمي من القضايا الإشكالية في العلوم بصفة عامة، والاجتماعية بصفة خاصة، حيث ترتبط فعالية البحث العلمي بفعالية المناهج المستخدمة وبقدرة الباحث على الاستخدام الصحيح لها، فالعلم يُعرف بمناهجه وليس بنتائجه. وفي هذا الصدد يؤكد زكريا (1988) أن بعض الباحثين في فلسفة العلوم يرون أن المنهج هو العنصر الثابت والملازم للعلم وبدونه لا يوجد علم. \ ومن المفاهيم الإدارية الحديثة والتي استحوذت على اهتمام الكثير من الباحثين والممارسين للإدارة مفهوم الإبداع التنظيمي، الذي يعتقد الكثير من الباحثين أنه بمثابة طوق النجاة للارتقاء بمستوى أداء المنظمات الحكومية والأهلية على حد سواء من ناحية، والموظفين والقادة من ناحية أخرى لتحقيق التميز والتفوق المؤسسي، ومواجهة التغيرات المتسارعة والتطورات المتلاحقة، سواء في البيئة الخارجية للمنظمات أو البيئة الداخلية. حيث يشير عامر (1994) إلى أهمية الإبداع في حياة المنظمات، فهو متطلب أساسي في ظل التغيرات السريعة والمستمرة والبيئة الديناميكية التي تفرض على المنظمات تقديم ما هو جديد، ويساعد الإبداع في تعزيز علاقات التفاعل بين المنظمة وبيئتها ويساعدها على إيجاد الحلول لمشكلاتها ويمكنها من مواجهة التحديات، كما يمكن الإبداع المنظمة من حسن استخدام مواردها البشرية والمادية والمعنوية. وتشير جاسكيت (Jaskyte, 2011: 77) إلى أن أغلبية الدراسات في مجال الإبداع ركزت في المقام الأول على منظمات الأعمال، وتقييم العوامل المرتبطة بالإبداع التنظيمي بشكل عام. بالإضافة إلى توفر الأدبيات حول الإبداع التنظيمي على نطاق واسع في منظمات الأعمال الربحية، فإنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به حول الإبداع التنظيمي في المنظمات الحكومية والمنظمات غير الربحية. \ وتأتي هذه الدراسة محاولة للتعرف على أهم التوجهات البحثية والمنهجية لبحوث الرسائل الجامعية في مجال الإبداع في الأجهزة الحكومية في المملكة العربية السعودية، فهي دراسة في التأصيل العلمي ومنهجية البحث في دراسات الإبداع في الأجهزة الحكومية في المملكة وليست دراسة نقدية تقويمية للبحوث التي تم إجراؤها في مجال الإبداع في الأجهزة الحكومية. فهي دراسة تحليلية للاتجاهات البحثية ومنهجية البحث المستخدمة بما تتضمنه من أدوات جمع البيانات، وطرق القياس والتحليل الإحصائي في هذا المجال، وذلك بهدف التعريف بمنهجية هذه البحوث والثغرات المنهجية- إن وجدت- التي يمكن أن يكشف عنها هذا التحليل للعمل على تجنبها في البحوث المستقبلية. \