عناصر مشابهة

تنوع نداء النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث النبوي بين السياق و الدلالة

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:المؤتمر العلمي الدولي الثاني - معالم التلاقي بين علوم اللغة العربية والعلوم الإسلامية
الناشر: جامعة الأزهر - كلية اللغة العربية بالزقازيق
المؤلف الرئيسي: زين، كمال احمد محمد (مؤلف)
المجلد/العدد:مج 2
محكمة:نعم
الدولة:مصر
التاريخ الميلادي:2010
التاريخ الهجري:1431
الصفحات:1225 - 1228
رقم MD:480232
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات:AraBase
IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:فقد اعتنى علماؤنا القدماء بأسلوب النداء عناية فائقة شأنه شأن الظواهر اللغوية الأخرى، وكانوا مدفوعين إلي ذلك بدافعين اثنين: أحدهما ديني والآخر قومي، وهما ولا شك دافعان قويان ما تمسكت بهما أية أمة من الأمم ووظفتهما في أي مجال من المجالات إلا وحققت نجاحات باهرة، وهو الأمر الذى تجسد عند علمائنا، إذ تمكنوا في وقت وجيز من رصد الظواهر اللغوية المختلفة، صوتيا، وصرفيا ونحويا ودلاليا في إطار زماني محددين بصرامة، وعلي هذا الرصد وصفوا اللغة، واستنتجوا القواعد العامة لها، ومن هنا كانت معالجتهم للتركيب الندائي الذي استدعى منهم قراءة واعية لطبيعة ووظيفته، لأن المتكلم ليس مجرد مرسل لأدوات النداء، وإنما هو يعبر عن مشاعره وأفكاره تعبيرا مثيرا يرتبط بأحوال المخاطب قربا وبعدا ومنزلة، وبطبيعة الأسلوب حقيقة ومجازا وغير ذلك. ولما أثبتت الدراسات البلاغية الحديثة أن البلاغيين العرب قد امتلكوا قامات عالية في دراساتهم البلاغية لأساليب العربية، ولا يقل عنهم علماء اللغة والأدب كان علينا أن ننوه بهذا الأسلوب لندرك أن المشكلة الجوهرية لدينا هي كيف ننصف أنفسنا في العصر المتفجر بالمعرفة في ميادين شتى وفي طليعتها الدراسات اللسانية والأسلوبية والبلاغية النصية التي ذهبت بعيدا في الغرب في ضوء الفلسفات الفكرية الكثيرة لدية، والحديث النبوي الشريف يذخر بكثير من الأسرار التي يحتوي عليها أسلوب النداء بهذا المفهوم، الذي تتعانق فيه أركان النداء لتلعب دورا أساسيا في عملية الاتصال بين المتكلم والمخاطب، والبلاغيون يرون أن النداء أسلوب إنشائي، وأنه يتناول ثلاثة أركان هي: ١- أداة النداء ٢- المنادى ٣- جملة النداء وبلاغة نداء النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث النبوي الشريف تدور حول النظر في هذه الأركان، وبيان مدى ارتباط كل منها بالآخر، ولكل واحد من هذه الأمور صلة ونسب جد قريب بالدرس البلاغي خاصة علم المعاني. وتدور هذه الدراسة حول بيان تنوع المنادى خاصة –وهو هنا النبي (صلى الله عليه وسلم)- لمحاولة الكشف عن طرائق ندائه (صلى الله عليه وسلم) في الحديث النبوي الشريف، وارتباط نداء كل مناد بنفسيته، وطبيعة تكوينه، ودرجة قربه من النبي (صلى الله عليه وسلم) أو بعده، وسياق الكلام ومقامه، وقصد المنادى ونيته "وكل كلام مهما كانت طبيعته يرتبط بالنية والقصد شعرا كان أم نثرا" العمدة 1/119. وإذا كان العلماء لم يذكروا الفرق بين ندائه (صلى الله عليه وسلم) في الحديث النبوي الشريف بالاسم العلم (يا محمد في مواضع، وبين ندائه بالكنية يا أبا القاسم، يا أبا إبراهيم، يا ابن عبد المطلب، يا ابن عبد الله...) في مواضع أخرى، وندائه بصفتي النبوة والرسالة في غيرها، فقد حدا بي هذا الأمر إلى جمع هذه الشواهد التي تنوع فيها نداؤه (صلى الله عليه وسلم) لدراستها دراسة متأنية لبيان الوجه فيها، ذاكرا مدة ملاءمة كل نداء للسياق الوارد فيه، مع إيراد الأدلة والبراهين التي تقوي ذلك وترجحه. وتتوزع مباحث هذه الدراسة حول هذه النداءات المتنوعة بقيمها في الحديث النبوي الشريف.