عناصر مشابهة

إيران و القضية الفلسطينية : مشاعرالتضامن و حسابات المصالح

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة الدراسات الفلسطينية
الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
المؤلف الرئيسي: اللباد، مصطفى (مؤلف)
المجلد/العدد:ع 94
محكمة:نعم
الدولة:لبنان
التاريخ الميلادي:2013
الصفحات:75 - 84
ISSN:2219-2077
رقم MD:477993
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:يمكن التدليل على التعاطف الإسلامي الإيراني مع قضية فلسطين في محطات تاريخية شتى قبل انتصار الثورة في سنة 1979 وبعدها، الأمر الذي ما يعكس حالة شعبية إيرانية بامتياز. \ وفضلا عن هذا التعاطف الواضح، يلاحظ أن الحسابات الجيو ـ سياسية والطموحات الإقليمية الإيرانية هي التي ترسم السياسة الإيرانية حيال فلسطين وإسرائيل منذ سنة 1947 حتى الآن، بما في ذلك عصر الشاه المخلوع و"جمهورية إيران الإسلامية." \ ويتم تغليب الحسابات الجيو ـ سياسية في حال تعارضها مع التعاطف الإسلامي. \ وقد برعت السياسة الإيرانية في تحويل تعاطفها مع القضية الفلسطينية إلى أداة أساسية في سياستها الإقليمية في الخليج والمشرق العربي، كجاذب لمؤيدي إيران ورادع لمخالفيها. \ ويعكس اقتراب إيران من الحركات الإسلامية الفلسطينية تعاطفا شعبيا ورسميا إيرانيا مع القضية الفلسطينية، لكن هذا التعاطف أصبح منذ سنة 1979 سياسة إيرانية محسوبة بغرض "أسلمة" الصراع العربي ـ الإسرائيلي عامة والفلسطيني ـ الإسرائيلي خاصة، وبحيث تتحول إيران ـ غير العربية ـ إلى لاعب أساسي في تحديد مجريات هذا الصراع، وبالتالي، إلى لاعب إقليمي أساسي في المنطقة. \ إن إيران تخوض منذ "حرب تحرير الكويت" في بداية تسعينيات القرن المنصرم، صراعا محتدما على الهيمنة الإقليمية مع إسرائيل، بعد تصدّع "النظام الإقليمي العربي". وتفاقم الأمر مع انهيار القدرات العربية جرّاء احتلال العراق في سنة 2003. \ ولم يعد الصراع الأساسي في المنطقة عربيا ـ إسرائيليا، بقدر ما أصبح اليوم إيرانيا ـ إسرائيليا، بعد تبني الدول العربية التسويةَ السياسية وعجزها عن فرضها على إسرائيل، في الوقت الذي تعلن إيران عداوتها لإسرائيل وتدعم حركات المقاومة المسلحة ضدها. \ لقد أحبطت إيران اتفاق "أوسلو" عبر تحالفاتها الفلسطينية، بسبب حساباتها الجيو ـ سياسية التي تتعلق بتهميش دورها الإقليمي في حال نجاح التسوية الفلسطينية ـ الإسرائيلية. \ وأصبحت إيران منذ العقد الأخير عنصرا فاعلا في "النظام الإقليمي العربي، "بقيادتها تحالفا ممتدا من جبال الهندوكوش في أفغانستان حتى البحر الأبيض المتوسط، ويضم الدول العربية: العراق؛ سورية؛ لبنان. \ كما أظهرت إيران في أكثر من مناسبة قدرتها على تشكيل أجندة الأمن الإقليمي حربا وسلما عبر المواجهات العسكرية التي يخوضها حلفاء إيران مع إسرائيل: "حزب الله" في سنة 2006، و"حركة حماس" خلال الفترة 2008 ـ 2009، وعبر سيطرة إيران على مضيق هرمز الذي يمر منه نحو 35% من استهلاك العالم للطاقة. \ وتستطيع إيران عبر تحالفها مع المنظمات الفلسطينية المعارضة للتسوية السياسية، التأثير في ركيزتَي المصالح الأميركية في المنطقة: تدفق النفط "مضيق هرمز"، وأمن إسرائيل ""حزب الله" و"الجهاد الإسلامي"". وبالتالي، تستطيع إيران التفاوض على مقايضة كبرى مع واشنطن تضمن للأخيرة مصالحها ولطهران قيادتها الإقليمية بضوء أخضر أميركي. \ والمحفز لهذه المقايضة هو الملف النووي الإيراني الذي يدفع واشنطن والدول الغربية إلى الجلوس للتفاوض مع إيران بغرض منعها من امتلاك السلاح النووي. لكن ما يعرقل الحل ليس تفصيلات الملف التقنية والقانونية، وإنما الثمن الإقليمي الكبير الذي تريد طهران انتزاعه في المفاوضات، وذلك عبر الربط بين الملف النووي والنفوذ الإقليمي، وخصوصا بعد إمساك طهران بورقتي مضيق هرمز والقضية الفلسطينية. \ ويحكم مبدأ توازن القوى علاقات إيران بكل من إسرائيل والعرب، وكلما تراجع الحضور العربي يتقدم الغريمان الإيراني والإسرائيلي في محاولة لتعبئة هذا الفراغ كل لمصلحته. \ أن توازن القوى الإقليمي الحالي يمنع تسوية سياسية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، إذ إن ورقة فلسطين أصبحت تستخدم من الطرفين لتغيير المعادلة الإقليمية: إيران تخرب أي بوادر تسوية تعزلها عن الصراع، وإسرائيل تشرع في محادثات للسلام مع الفلسطينيين كلما تطلبت مصلحتها الضغط على إيران- وتقف إيران ضد التسوية لأنها تتصادم مع حساباتها الجيو- سياسية، أما إسرائيل فتبغي فقط عملية سلام: لا سلاما ثم استخدام هذه العملية كعربون وموسيقى تصويرية لتشجيع الجالس في البيت الأبيض على ممارسة مزيد من الضغط على إيران. \ أختم بالمثل العربي البليغ: "ما حك جلدك مثل ظفرك، فإذا لم يستطع الفلسطينيون إنجاز الوحدة الفلسطينية على قاعدة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ولم يقدر العرب على الصمود السياسي بوجه الضغوط الأميركية وربط تعاونهم معها باقترابها من التسوية، فإنه لا إمكان لتغيير الوضع الراهن في القضية الفلسطينية.