عناصر مشابهة

الصوفية بين الاستقطاب السياسي والتوظيف الخارجي

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:التقرير الاستراتيجي الثامن الصادر عن مجلة البيان: الأمة في معركة تغيير القيم والمفاهيم
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: مبروك، محمد إبراهيم (مؤلف)
المجلد/العدد:التقرير 8
محكمة:نعم
الدولة:السعودية
التاريخ الميلادي:2011
التاريخ الهجري:1432
الصفحات:195 - 213
رقم MD:453679
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:HumanIndex
IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:انتبه الغرب منذ بداية صدامه مع الإسلام في العصر الحديث إلى الدور الصوفي في تخريب العالم الإسلامي، وعلى وجه التحديد منذ الحملة الفرنسية على مصر وجيش الاستشراق الذي صاحبها، واستمر التعاون بين قوى الاستعمار والطرق الصوفية في كل مكان تقريبًا محلاً لاستهداف الإسلام، حيث أدرك الغرب أن ذخيرته في الصراع الدائم مع الإسلام تتمثل في الإعلاء من شأن الصوفية. وقد كان للصوفية دائمًا موقف يميل للغزاة والمستعمرين، فهم دائمًا يميلون إلى الانعزال عن الواقع السياسي، كما شهدت عدة مواقف على مدار التاريخ توظيف الغزاة والحكام للصوفية لإرضاخ الشعوب. وقد سيطرت الصوفية لفترات طويلة على بقاع عديدة من العالم الإسلامي، وكانت تختلف اختلافًا كبيرًا من حيث الانحراف والشطط عن منهج أهل السنة والجماعة؛ ولذلك كانت أداة في يد الغزاة، ولم تعمل على مجاهدتهم؛ إلا الفئات القليلة من الصوفية المنتمية للتصوف اسمًا فقط، ولكنها كانت عاملة ومتمسكة بمنهج أهل السنة والجماعة، كحركة الإمام شامل، والحركة السنوسية الليبية، والمجاهدين الديوبنديين الأفغان. كما يلاحظ وجود علاقة بين الصوفية والنظم الحاكمة، وقد قامت الكثير من النظم الحاكمة بتوظيف أئمة الصوفية لدفع مريديهم إلى الانصياع الكامل للحكام، مهما بدا في سلوكهم من مظالم ومخالفات، ومن ثمَ فقد وجد الحكام على امتداد التاريخ في الصوفية خير معين لهم على تخدير الشعوب والاستبداد. ولأن الإسلام الحقيقي هو الإسلام الشمولي فلا بد أن ذلك يمثل خطرًا على الغرب وعلى الصوفية على السواء، وذلك هو ما فطن إليه الفريقان، وأشارا إليه بكل وضوح؛ ما دفعهما إلى التحالف سويًا في مواجهة ما يسمى بالإسلام السياسي. ولأن التصوف ينزع إلى البعد عن الدنيا، والإغراق في الغيبيات؛ فإنه يتناقض بذلك مع الإسلام السني الشمولي الذي يربط الدنيا بالآخرة، ويوجّه الحياة عامة بقواعده وأحكامه، ومن ثم فإن الصوفية تمثل حليفًا فكريًّا للغرب مضادًّا للإسلام السني المجاهد، فضلاً عن كونها حليفًا سياسيًّا. وقد تم عقد كثير من المؤتمرات وإعداد المخططات والتقارير، والانتهاء من كل ذلك إلى برامج محددة ومعلنة يتم العمل بها لدعم الصوفية، والعمل على نشرها في أرجاء العالم الإسلامي.