عناصر مشابهة

الدور المعاصر للفتوى

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:التقرير الاستراتيجي الخامس الصادر عن مجلة البيان: الواقع الدولي ومستقبل الأمة
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: يسري، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد:التقرير 5
محكمة:نعم
الدولة:السعودية
التاريخ الميلادي:2008
التاريخ الهجري:1429
الصفحات:345 - 368
رقم MD:453670
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات:HumanIndex
IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:لئن كانت الحاجة قائمة إلى الفتيا الراشدة في كل عصر مضى، فإن الحاجة إليها في عالم اليوم أشد، فقد تمخض الزمان عن نوازل لا عهد للسابقين بها، ووجدت وسائل للفتيا وطرائق معاصرة لإصدارها. اتخذ التعبير الشرعي عن الفتيا أشكالا متنوعة، وهى طرائق قديمة حديثة في نفس الوقت، تعتمد القول أو الفعل أو الكتابة أو الإشارة أو الإقرار. إلا أن الجديد في هذا السياق العصري هو استعمال وسائل الاتصالات الحديثة في إيصال السؤال والجواب، مثل الهاتف والمذياع والتلفاز، والناسوخ والمواقع على الشبكة العنكبوتية، والبريد الإلكتروني والقنوات الفضائية، إضافة إلى الصحف اليومية والمجلات الدورية، والكتب ونحوها. ومما لا شك فيه أن العناية بمتغيرات العصر، وإبداء القول الشرعي في حديث مخترعاته أمر مطلوب في إعادة الثقة إلى نفوس متذبذبة، وتقوية الإيمان في قلوب ضعيفة، وهو من جهة أخرى يقطع ذريعة اللجوء إلى قوانين وضعية، ويغلق باب الاجتراء على الشريعة الإسلامية، ويقيم البرهان على حيوية الفقه. هذه الوسائط المتعلقة بالفتيا المعاصرة شديدة النفع شديدة الخطر في آن واحد، وحين يختار المفتي أن يخرج على هذه الوسائل الإعلامية عميقة التأثير، سريعة الانتشار؛ فعليه أن يحسن الإفادة منها، متجنبا الوقوع في عثرات كثيرة. وحتى تؤتي الفتيا المباشرة والمعاصرة أكلها فيحسن مراعاة عدة ضوابط يجب على المفتي الالتزام بها والحرص عليها ومنها: النية الصالحة، استجماع ضوابط الفتيا المباشرة، عدم تجاوز المفتي موقعه العلمي في الفتيا، العناية بضوابط ما قبل الفتيا، كما على المفتي القاصر أن يحدد نطاق الفتيا، إلى غير ذلك من الضوابط الهامة. ومن جانبه فعلى المستفتي أن يسأل أهل العلم المعروفين، وأن يحسن عرض سؤاله، وأن يسأل عما ينفعه في حياته وآخرته. إن صناعة الفتيا المعاصرة أمر تشكله عناصر كثيرة، وتحف به متغيرات عديدة، وحسن التخطيط لإدارته ومتابعة تنفيذه بشكل علمي وتقنى ينهض الأمة بأسرها. وهذا العمل الجليل يجب أن يبدأ من تأهيل المفتي أولا، وهو أيضا يمر ببناء الآليات القويمة لإخراج الفتيا المعاصرة، ولا يغفل الإفادة القصوى من الوسائل المعاصرة لتبليغ الفتيا والتعبير عنها.