عناصر مشابهة

قراءة نقدية لمفاهيم الولاء والبراء المعاصرة

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:التقرير الاستراتيجي الخامس الصادر عن مجلة البيان: الواقع الدولي ومستقبل الأمة
الناشر: المركز العربي للدراسات الانسانية - مجلة البيان بالسعودية
المؤلف الرئيسي: الأزرق، إبراهيم (مؤلف)
المجلد/العدد:التقرير 5
محكمة:نعم
الدولة:السعودية
التاريخ الميلادي:2008
التاريخ الهجري:1429
الصفحات:65 - 83
رقم MD:453563
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات:HumanIndex
IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:البراء من الكافرين، والولاء لعباد الله المؤمنين أصل عظيم من أصول الدين، بل هو أوثق عرى الإيمان، فعلينا تعظيمه بما لا يعارض بترخص جاف، ولا بتشديد غال. الناس في افتراقهم في الولاء والبراء يمكن تقسيمهم بين "المقصر الجافي"، و "المتجاوز الغالي"، ومنهم من أخذ طرفي النقيض فجمع غلوا مع جفاء، ومنهم من توسط واعتدل. وقد قسم العلماء مظاهر الولاء المحرم لمن أمر الله بالبراءة منه إلى: موالاة كفرية، وموالاة غير كفرية، وقد يجتمع لأصحاب الولاء المحرم مع هذا الذنب ذنب آخر، وهو التقصير في موالاة من أمر الله بتوليهم من المؤمنين. ومن المقرر عند أهل العلم أن البراء يشمل التبرؤ من الكافرين ومما يعبدونه، والكفر بهم، وإظهار العداوة وإعلانها أبنا حتى يؤمنوا بالله وحده. ولتغير الواقع أثره على الولاء والبراء، ولكن غياب مظاهر الولاء ولوازمه، أو البراء ولوازمه، لا يكون إلا لقيام مانع معتبر. وقد أسقط الله فرض إبداء العداوة على من تعذر عليه إبداؤها لخوف مانع، فواقع أهل الإسلام قد يؤثر على بعض مظاهر الولاء والبراء ولوازمهما، فتخبو بعض المظاهر حال ضعفهم، أما أصل الولاء والبراء الذي هو عمل القلب تجاه المؤمن والكافر فلا مدخل لتأثير تغير واقع المسلمين قوة وضعفا على بقائه. وقد يكون للواقع أثر في تنمية الولاء أو البراء تجاه شخص أو جهة ما، وقد يؤثر الواقع في طرق التعبير عن الولاء والبراء، كما قد يؤثر الواقع ومستجداته أثرا سيئا بتقرير مفاهيم جديدة تكون معقد ولاء وبراء لا ينبغي أن تكون بمعقد. وثمة بواعث معاصرة للولاء أو البراء تحتاج إلى نظر ومراجعة؛ إذ ليس لأحد أن ينيط عقد الولاء والبراء على غير ما أناطه الله به، ومن ذلك ألا يعلق ما يستحقه أخوه المسلم من مظاهر الولاء ومقتضياته بانتماء لجماعة أو شخص أو رأي. ولأن الولاء والبراء الشرعي أصل يجب أن يستصحب في جميع العلاقات الإنسانية، فإن العلاقات الدولية، والإقليمية، والقومية، والوطنية، كلها يجب أن تعرض على ما أمر الله به من ولاء أو براء. العلاقات مع الأمم الكافرة المعاهدة غير الحربية الأصل فيها البراءة منهم، لا تجوز موالاتهم، وهذا لا يمنع التعامل معهم وفق ما تقتضيه المصلحة، وأما الدول الحربية فالبراءة منها واجبة، أما التعامل معها فسائغ عند الحاجة ما لم يتعد حد القسط، وأما العلاقات مع البلدان المسلمة فالأصل فيها أن يكون الولاء لأهل الإيمان والسنة، أعظم من الولاء لمن هم دونهم ديانة.