عناصر مشابهة

قراءة في كتاب دانييل ريفي : المغرب العرببي تحت محك الاستعمار

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة أمل
الناشر: محمد معروف
المؤلف الرئيسي: بوزويتة، سمير (مؤلف)
المجلد/العدد:مج 15, ع 33
محكمة:لا
الدولة:المغرب
التاريخ الميلادي:2008
الصفحات:137 - 152
ISSN:1113-7967
رقم MD:413935
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:HumanIndex
AraBase
EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:إن المتغيرات السياسية التي عاشتها بلدان المغارب أفرزت بالمغرب ملكية نيو-مخزنية تحت مظلة الملكية الليبرالية الدستورية، ودولة علمانية بالقطر التونسي ودولة جزائرية عاشت حالة اليتم بعد أميرها عبد القادر، والتي لم تشهد هزات حقيقية إلا بمجيء بنبلة. يختزل جاك بيرك منعطف التحرير الوطني المغاربي بقوله إن الشعب المغاربي وهو يتخلص من الاستعمار لم يعمل إلا على طرده، فخرج من محنة الاستعمار ليدخل محنة الاستقلال. (لا تعني إزالة الاستعمار لجاك بيرك، تفتح الثقافة الغربية على أسس جديدة (نهاية السيطرة العسكرية/ السياسية المباشرة) بقدر ما تعني انبعاث مجتمعات، حكم عليها أثناء الاستعمار بالجمود). يخلص دانييل ريفي إلى نتائج تشكل في مجملها رؤية نقدية جديدة بناءة لثقافة الغرب، وذلك أنه إذا كان الغرب نموذجا حضاريا غير قابل للتعميم الكلي، فإنه كآلة قابلة للنقل. يعتبر هذا الإيمان مفتاحا ينهض بدراسة الظاهرة الاستعمارية (حالة بلاد المغارب) في جوانبها الصامتة، خاصة ما يتعلق بسوسيولوجيا العلاقة بين المستعمر والمستعمر وما تخلفه من إفرازات سيكولوجية على الوضعية الاستعمارية من جهة والمستعمر من جهة أخرى. (424- 430). يتضح أيضا أن "النظام الغربي اللآلئ" الاجتماعي جوهري في فهم الظاهرة الاستعمارية في شكلها العام، ولذا نجد دانييل ريفي يدعو إلى استرداد التاريخ المغاربي إلى قوانينه التي تحدد تطوره وانتقالاته، وأن لا يتم تحيين تجربة المكسيك ببلاد المغارب، وأن يتوقف الفرنسيون على اعتبار هذه البلاد قنبلة ديمغرافية ولا اتحاد دول سوقية ولا قاعدة للتطرف وإنما هي فرصة تاريخية لإدماج هذه البلاد في منظومة التاريخ العالمي الجديد. تعتبر هذه الدعوة المتفائلة بترسيخ ثقافة جارية، لا تؤمن بالحدود وتعترف بإنسانية تعددية وتمجد الاختلاف، وتطمح إلى بناء فضاء التعايش بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط صرخة مدوية لإقبار الشرخ الوهمي الذي يفصل بين الضفتين. وخلاصة القول، إن دانييل ريفي يطرح من خلال هذا الكتاب مرجعية إنسانية أخلاقية، تصلح أن تكون أساسا وعقدا اجتماعيا حضاريا بين الشعوب.