عناصر مشابهة

كتب المناقب وترسيخ الاعتقاد فى الكرامات الصوفية

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة أمل
الناشر: محمد معروف
المؤلف الرئيسي: العمراني، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد:مج 16, ع 35
محكمة:لا
الدولة:المغرب
التاريخ الميلادي:2009
الصفحات:52 - 73
ISSN:1113-7967
رقم MD:410295
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EcoLink
AraBase
HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:أن الاعتقاد في بركة وكرامات الأولياء كان سائدا بين عامة الناس وخاصتهم، وأنه عكس لنا خصوصية الذهنية المغربية في هذا العصر، وهي ذهنية اقتنعت بالخوارق كوسيلة للخلاص من دنس الحاضر إلى طهارة المستقبل. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا بإلحاح هو: هل استطاعت هذه الكرامات حقيقة أن تلبي طموحات المعتقدين فيها بوضع نهاية لمعاناتهم وبالتالي اجتثاث جذور الأزمة من أساسها؟. انه يصعب على الإنسان الذي أوتي حدا أدنى من معرفة قوانين الطبيعة أو من المنطق السليم أن يرد بالإيجاب وذلك لثلاثة أسباب وهي: أولا: إن التصور الذي عبرت عنه هذه الكرامات لتجاوز راهن الأزمة جاء غارقا في المثالية والخيال فقد حاول أن يستبدل العالم الواقعي بعالم خيالي أفضل يقوم على الرؤية المثالية، فتسجيل البطولات الخارقة يظهر بشكل غير مباشر ما لم يتحقق فعلا من الأماني وما كانت تتطلع إليه الجماعة في هذه الفترة، بمعنى أن كل ما لم تتمكن الجماعة من تحقيقه على المستوى الواقعي كانت تحققه الكرامات على المستوى الخيالي، ومن ثم فإن هذه الكرامات هي في حقيقتها علاج وهمي للذات المصابة بالقلق والتوتر والعجز، ومحاولة للتنفيس عن المكبوتات الداخلية للفرد. ثانياً: إن هذا التصور الخيالي اكتفى بطرح حلول فردية، ولم يطرح حلولا شمولية للخروج من مأزق الأزمة، فالإنجازات البطولية التي تتحدث عن افتكاك الأسرى، وشفاء المرضى، ورفع الأذى عن المظلومين، وقضاء الديون عن المعسرين، وتقويم السلوك المنحرف وغير ذلك، تبقى مع ذلك حلولا فردية مؤقتة، اهتمت بـــ «تحرير» الفرد الذي يدين بالولاء الروحي للمنظومة الصوفية الوراثية، ولم تهتم بتحرير المجتمع ككل. ثالثا: إن معظم الحلول التي طرحتها هذه الكرامات للنهوض بالوضع القائم لا تصدم العقل وحده وحسب، وإنما تصدم أيضا الفهم العادي للدين، فدور العقل فيها يكاد ينعدم، وهذا أمر معلوم لكون خطاب الكرامات ذو طبيعة عاطفية، يستميل المشاعر والأحاسيس، فلا يلقي بالا لسلطة العقل ولا نوازع الشرع. ومع ذلك استطاع الفكر الكرامي أن يفرض نفسه داخل المجتمع المغربي لارتباطه الوثيق بالدين، الذي هيأ له المجال لتقبل الاعتقاد في الكرامة الصوفية. وصفوة القول، إن كرامات «تحفة الإخوان»- وإن هي عكست مشاغل الناس واحتياجاتهم اليومية- فقد ظلت بعيدة عن تحقيق آمال الناس وتطلعاتهم إلى الانعتاق من قيود الحاضر، إلا أنها ساهمت مع ذلك في خدمة المشروعية الصوفية لشرفاء وزان، وفي «الحفاظ على هالة القدسية حول الزاوية وشيوخها، بتبرير سلوك هؤلاء، ودفع الشكوك والشبهات عنهم وبذلك تصبح أداة أساسية لترسيخ اعتقاد الأتباع وضمان استمرار علاقة التبعية القائمة بين الزاوية وخدامها».