عناصر مشابهة

التراث اللغوي العربي من منظور مقارن

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة فكر - العلوم الإنسانية والإجتماعية
الناشر: محمد الدرويش
المؤلف الرئيسي: برامو، بوشعيب (مترجم)
المجلد/العدد:ع 4
محكمة:نعم
الدولة:المغرب
التاريخ الميلادي:2005
الصفحات:95 - 113
ISSN:1114-9124
رقم MD:408235
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EduSearch
HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:خلال الفقرات السابقة حاولت تجسيد بعض الخصائص الجلية للنظرية اللغوية في التراث النحوي العربي. في إطار مقارنة حقيقية فإن هدفي المقبل يجب أن يكون تفسير الاختلافات بين هذا الإطار النظري وإطار نظري أخر في تراث أخر. ومن الواضح، أنه لا يمكن القيام بهذا الصنيع داخل هذا الحيز المحدد لهذا التقديم. لكن يبدو لي أنه من المفيد جدا أن سائد أنفسنا عث صيغة هذه المقارنة، لقد تبدى عامل حاسم يتجلى في الربط بين حقد النحو والثقافة التي انبثق منها، لأن تطور الفكر اللغوي يشكل جزء من تاريخ الأفكار العام. والاقتضاءات النظرية التي ناقشنا سابقا، ترتبط، بشكل جوهري، بالقيود العامة التي تحدد الإطار الثقافي. وهكذا فإن التأكيد الإسلامي على القدرة الكلية لله، والبنية التراتبية للمجتمع الإسلامي الكلاسيكي، والموقف من الكتب المقدسة، والإحساس بالتفوق اتجاه الثقافات والأديان واللغات الأخرى، (كل هذا) يؤثر في تكوين النموذج اللغوي، هذه العوامل مشتركة، جزئيا، مع تراث الأمم الأخرى. وعليه، يمكن أن ندرس كيف يؤثر حضور ديانة موحى بها في نظريات حول اللغة في المسيحية المبكرة مثلا، ويمكن أن نقابل هذا، كذلك، بأقدم الأفكار حول اللغة في الثقافة الصينية، التي ليس فيها ديانة سماوية. وفيما يتعلق بالموقف اتجاه لغات أخرى، يمكن أن نقارن اللغويات العربية باللغويات الإغريقية، إذ، ينظر، في كلا التراثين، إلى اللغات الأخرى نظرة دونية، وهذا يمكن أن يناقض، أيضا، اغلب التراث الأوروبي، لأن هذا الأخير كان عليه أن يتعامل مع مجموعة مختلفة من اللغات التي لم تستطع أية واحدة منها أن تهيمن. وبناء على ذلك، يجب أن تعد، بصفة مجملة، متساوية من حيث الأهمية. إذا لم أكن مخطئا، فإن هذا الشعور بوجود أكثر من لغة أدى، في الأخير، إلى دراسة المبادئ التحتية الكلية للكلام الدراسة التي، طوال تطور اللسانيات الأوروبية، كانت تميز هذا الحقل المعرفي. وبهذه الطريقة، فإن الدراسة المقارنة للتراث اللغوي للأمم الأخرى يمكن أن تساعدنا في الوصول إلى فهم أفضل وأعمق للتصورات التي تكمن خلف الإطار اللغوي، والتي تتجاوز التصنيف البسيط لمختلف التصورات حول ظاهرة اللغة. لاشك أن خصائص التراث النحوي العربي، المشار إليها أعلاه، لا تشكل إلا مدخلا لهذه المقارنة، فنتمنى أن ينير الطوق للمتخصصين في تراث الأمم لتطبيق هذه النتائج في بحوثهم الخاصة.