عناصر مشابهة

الصين والولايات المتحدة .. الحرب الباردة الجديدة

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة الدبلوماسي
الناشر: وزارة الخارجية - معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية
المؤلف الرئيسي: محمد، عمر غانم (مؤلف)
المجلد/العدد:ع 51
محكمة:لا
الدولة:السعودية
التاريخ الميلادي:2010
التاريخ الهجري:1431
الصفحات:28 - 45
ISSN:9131-8503
رقم MD:388766
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:كان إعلان الصين عزمها على إقامة قاعدة عسكرية في خليج عدن على الأرجح في ميناء عدن أحدث سلسلة في مشوار الحرب الباردة الجديدة بين الصين وأمريكا المنحصر في جزئية طرق إمدادات النفط الصينية التي يتناولها بحثنا هذا. وشكل هذا الإعلان جرس إنذار مبكر لدى واشنطن وغيرها من العواصم الأمريكية، بأن الصين تسعى إلى إكمال سلسلة نقاط الارتكاز البحرية لها في المحيط الهندي امتدادًا من سواحل ميانمار إلى خليج عدن على طول سواحل المحيط الهندي، بعدما أفلحت (الصين) بإقامة نقاط ارتكاز لأسطولها في المحيط الهندي وتحديدًا بميانمار، وسريلانكا والباكستان وحتى إيران بالنيابة. هذه النقاط ليست قواعد عسكرية دائمة، ولكنها توفر للأسطول الصيني تسهيلات بحرية من خلال المنشآت البحرية التي أنشأتها الصين في تلك البلاد. ولهذا جاء الإعلان الأنكلو- أميركي باعتبار اليمن ساحة ثانية من حيث الأهمية في حربهما ضد الإرهاب بعد أفغانستان، لقطع الطريق أمام التحرك الصيني بإيجاد قاعدة لها، تواجه التواجد الغربي المكثف في خليج عدن والمنطقة عمومًا، ما يوفر لهم (الغرب) القدرة الديناميكية المتناهية على إحكام السيطرة على الممرات البحرية لنقل النفط، بحيث يسهل قطعها في حالة حدوث تصادم بين القوى الغربية والصين مستقبلاً. وتواصلاً مع الجهد الأمريكي، الساعي لحرمان بكين من نجاحاتها السابقة، بالتمتع بإطلالة سوقية على طرق إمدادات النفط البحرية في المحيط الهندي، تقوم الولايات المتحدة بفتح باب الحوار مع المجموعة العسكرية الحاكمة في ميانمار وتخيير باكستان بين الصين أو الولايات المتحدة، ومساعدة حكومة سريلانكا اقتصاديًا وسياسيًا، إضافة الى دعم الهند نوويًا. وفي هذا السياق نؤيد وجهة النظر التي تربط التعاون النووي الهندي الأميركي المثير للجدل لجعل الهند قوة نووية أمام القوة الصينية، ويأتي في هذا السياق أيضًا، التعاون الهندي الأميركي لهزيمة حركة طالبان في أفغانستان، والتي كانت على رأس أجندة مانموهان سينغ، رئيس الوزراء الهندي للولايات المتحدة في نوفمبر الماضي، تلتها زيارة روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي للهند في يناير الماضي، وفيها بدا غيتس متحدثًا باسم الهند، في تهديد باكستان "بأن الهند قد لا تطيق صبرًا على هجوم إرهابي جديد عليها من باكستان بقوله: "لا يمكن ضمان رد فعل محسوب من قبل الهند إذا ما تعرضت لهجوم جديد". وبالتوازي مع هذا يأتي الإعلان الأميركي مطلع العام الجاري، بتزويد تايوان بصفقة أسلحة حجمها 6 مليارات دولار، إضافة إلى إعادة إحياء فرضية التهديد الإرهابي في مضيق ملاكا من قبل الحليف السنغافوري، لإعادة إحياء أهمية الدور البحرية الأمريكية لأسطول الباسفيك في مضيق ملاكا. كل هذه الإيقاعات تصب في سياق أغنية موحدة مفادها، أن واشنطن تسعى بجد لإدراك ما فاتها من وقت ضيعته إدارة جورج بوش الماضية في تحقيق تواجد أكبر ونوعي في حوض المحيط الهندي وجنوب شرقي آسيا، التي من ممراتها البحرية يمر النفط الصيني القادم من الشرق الأوسط وإفريقيا، يستفزها أكثر نحو مزيد من النشاط في هذا الاتجاه، نجاح ونشاط صيني عمره عقد ونصف العقد، تمكنت فيه بكين من دق أسس علاقات متينة بل ومصيرية في هذا النطاق الجيوسياسي، لتتمتع بموقع أفضل في حراك الحرب الباردة الجديدة الراهن.