عناصر مشابهة

العلاقات الدولية أمام فخاخ الهوية والكونية

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة الدبلوماسي
الناشر: وزارة الخارجية - معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية
المؤلف الرئيسي: الدريس، زياد بن عبدالله (مؤلف)
المجلد/العدد:ع 50
محكمة:لا
الدولة:السعودية
التاريخ الميلادي:2010
التاريخ الهجري:1431
الصفحات:12 - 15
ISSN:9131-8503
رقم MD:388552
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:تلتبس عند الحديث عن الهوية والتعددية بعض المفاهيم أو الاستخلاصات، التي يمكن إيجازها في العناصر التالية: 1. يجب ألا تدفعنا مساعينا للحفاظ على التنوع الثقافي والتعددية وتعميم وإشاعة ثقافة السلام إلى رغبات وطموحات مثالية تتصور أننا قادرون بهذا الجهد وتلك الدافعية إلى توفير عالم خالٍ من الحروب والأمراض والفقر والأمية، إذ لا مكان لفردوس خالِ من العذابات على الأرض. لكن الإيمان بتعذر استجلاب الفردوس الأرضي، لا يمنع محاولات درء الجحيم الأرضي من الهيمنة على الوجدان الإنساني. 2. إن الحديث عن الهوية وسبل الحفاظ عليها يلتبس دوماً بنزعة تقليدية محافظة تفضي إلى الانغلاق التام والانعزال هرباً من المؤثرات الخارجية، دون أن تدرك أن انعزالها هو إفقار لها من إثراء التعددية والتنوع الثقافي. إن موقف الهويات المهددة من العولمة يجب أن يستنير بالموقف الوسطي بين الذوبان والانغلاق الذي أعلنه غاندي بقوله: "إنني لا أريد أن ترتفع الجدران سامقة من كل جانب حول بيتي، إنني أريد أن تهب ثقافة كل أرض حول بيتي بأقصى قدر من الحرية، لكني أرفض أن تقتلعني ريح أي منها من جذوري". هكذا يجب أن تتنادى كل أمة واعية متفاعلة لحماية الجذور/ الهوية من تفريط الأنا أو عبث الآخر، لكنها في الآن نفسه ترى لزاماً عليها أن تعرّض سيقان وأوراق هويتها لشمس ورياح التنوع الثقافي حتى لا تذبل. 3. لا يمكننا أن نتفاءل بإصلاح العلاقات الدولية دون أن نمنح التفاتة إلى إصلاح العلاقات الفردية. فالأنا الإيجابية هي جذور "نحن" المتجردة من الأنانية. كتب أحد رهبان القرن الحادي عشر واصفاً حاله مع التغيير يقول: "عندما كنت مراهقاً سعيت بمجهوداتي التي كانت في بعض الأحايين غير معقولة ولا عقلانية إلى تغيير العالم بأسره، وحينما صرت فتى لم أدخر وسعاً في سبيل تغيير مدينتي، ثم حين كبرت حاولت جعل أسرتي أفضل، أما عندما هرمت لم يبق لي سوى استكمال نفسي وحدها، شاعراً بأنني لم استطع بلوغ أي شيء من الهدف المرسوم، وحينئذ أدركت أنني بتغيير نفسي في أعوامي الباكرة كنت بذلك نفسه سأغير أسرتي أيضاً، وهي بعد أن تغدو أفضل كان سيكون بوسعها استكمال المدينة التي نعيش فيها، وهذا بدوره سيرفع العالم بأسره أيضاً إلى درجة جديدة من النقاوة والطهر والكمال"(14). هذا الراهب هو صورة الإنسان في امتداده البيولوجي والاجتماعي، وصورة الكون في امتداده الجغرافي والزمني، في عصر العولمة وما قبل العولمة وما بعد العولمة. 4. يدرك الجميع، بمن فيهم العنصريون، أن ما يتفق فيه البشر أكثر بكثير مما يختلفون فيه. وأن الاعتراف بهذه الاختلافات وليس إنكارها هو أحد أهم سبل ترويض الاختلافات وعدم تمكين البراجماتية من استغلالها في مصالح تُغالب الأخلاق. وبعد.. ففي الوضع الراهن من الحياة المتأزمة والعيش المتوتر بسبب التناوشات الدينية وصراعات العولمة والهوية، سيضحي طموحنا ليس إقناع الآخرين بأفكارنا. بل الإقناع بأن أفكارنا لا تضر الآخرين.