عناصر مشابهة

التحولات القيمية بالمغرب الشباب نموذجا

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:المجلة العربية لعلم الاجتماع - إضافات
الناشر: الجمعية العربية لعلم الاجتماع
المؤلف الرئيسي: جرموني، رشيد (مؤلف)
المجلد/العدد:ع 8
محكمة:نعم
الدولة:لبنان
التاريخ الميلادي:2009
الصفحات:159 - 168
ISSN:2306-7128
رقم MD:144473
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:لعل الخلاصة التي يمكن أن يصل إليها القارئ من خلال تتبعه هذا الرصد لبعض التحولات القيمية عند فئة الشباب، أن هناك تناقضاً صارخاً يلف هذه المنظومة. فمن جهة، هناك المؤشرات التي تظهر تطوراً إيجابياً في الممارسات الدينية، ومن جهة أخرى تنتصب المعطيات الكاشفة عن ضعف وهشاشة التدين والممارسة والسلوك، فكيف نقرأ هذا الواقع؟ وما دلالته؟ \ لا شك في أن المجتمع المغربي بحكم حيثيات وظروف سوسيوتاريخية، يمر بمرحلة انتقالية تتميز بالبحث عن الذات وبالتأثر بمختلف التأثيرات التي تعصف به من كل جانب؛ مما يؤكد التعايش النكد لعدة أنساق قيمية ومعيارية، كالإسلام والقيم الحداثية وما تخلقه تيارات العولمة من أنماط من السلوك والمواقف والاتجاهات والتمثلات.... مما يجعلنا نتحدث عن وجود ثلاثة أنماط من التشكيلات القيمية التي تخترق كيان المجتمع المغربي بكل فئاته وطبقاته وتلويناته. \ فمن جهة أولى هناك سلوكات ومواقف تتشبت بالهوية الدينية القائمة على الاستمداد من الأصول الثابتة كـ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، باعتبارهما مصدرين للتوازن والانسجام القيمي. لكن هذه السلوكات لا تنسحب على جميع مظاهر \ الحياة، نظراً إلى استفراد بعض المتنفذين على منافذ الإدارة والإعلام وبشكل بارز على الاقتصاد، مما يعمق الهوة بين الانسجام المطلوب تحققه في المبدأ والسلوك والممارسة. \ أما التصنيف الثاني، فيمكن الحديث عنه فى هذه التشكيلة الاجتماعية المتوترة، هو وجود تيار مندمج في ما تقدمه الحداثة العلمانية من تصورات ومواقف ومبادئ تتصادم مع الهوية الدينية والاجتماعية والثقافية للمجتمع؛ وفي هذا الصدد يمكن أن نذكر الدعوات المتتالية إلى إحداث قطيعة مع توابث الأمة بدعوى التقدم والازدهار. \ وبين هذا التيار وذاك، تقع فئة ثالثة تحاول التوفيق والجمع بين المتناقضات، وتقديم نوع من الإجابة المجتمعية. لكن من خلال هذا التركيب بين هذه التيارات، تظهر مواقف وسلوكيات تنطبع بنوع من "الانتهازية الاستراتيجية"، التي عنوانها البارز التشظي القيمي الذي أبرزنا من خلال تحليلنا السابق لبعض من مظاهره. \ ارتباطاً بهذا التحديد التصنيفي لأشكال التوجهات الكبرى لمنظومة القيم، ما هي التحديات المطلوب التفكير فيها لبلورة مشروع مجتمعي قادر على إمداد فئات المجتمع بما فيه شبيبته وقاعدته الأساسية بمنظور قيمي منسجم وموحد ومتكامل؟ \ إننا نعتقد أن أول التحديات التي وجب حسمها بشكل لا يقبل التردد والتلكؤ، هو تحديد طبيعة الاختيار المرجعي المعياري المتمثل في الإسلام كدين وكهوية مركزيين فى حياة الأمة، لكن شريطة أن تنطبع القيم المجتمعية بهذا المكون حقيقة لا شكلاً، وذلك بالعمل على إزالة كل مظاهر اللاإنسجام فى الإعلام والإدارة والمناهج التربوية والتعليمية والاقتصاد والقوانين والتشريعات. \ والتحدي الثاني هو أن هذه المرحلة تحتم تكثيف الجهود بين مختلف المؤسسات المجتمعية (كالأسرة والمدرسة والجمعيات والأحزاب والنقابات والإعلام...) على تقديم تصور منسجم للمنظومة القيمية، بحيث تبرز قيم الانتماء إلى الأمة، وتعزيز مضامين الهوية بشكل واضح ولا لبس فيه؛ فالتشظي في القيم لا يحصل إلا حين تختلط المعايير \