عناصر مشابهة

التطوع عبر الثقافات: الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة البحوث والدراسات الإنسانية
الناشر: عبدالفتاح محمود إدريس
المؤلف الرئيسي: حسن، هويدا جمال (مؤلف)
المجلد/العدد:مج2, ع3
محكمة:نعم
الدولة:مصر
التاريخ الميلادي:2020
التاريخ الهجري:1442
الصفحات:33 - 74
ISSN:2691-2627
رقم MD:1372785
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:IslamicInfo
HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:يعد العمل التطوعي استجابة لنداء الواجب والضمير، ويأتي في مقدمة أولويات جهود المجتمعات المعاصرة، فهو منهج يتطلب قدرات ومهارات، ويؤكد على تحقيق قيم ومعاني اجتماعية إيجابية في المجتمع، منها: الإيثار، والولاء، والانتماء، ومساعدة الآخرين، كما يوفر العمل التطوعي فرصة حقيقية للتدريب الجيد على التعاون والعمل وفق منظومة الفريق، ويتم ذلك من خلال الاستعانة بالمهنيين والمتخصصين لتحقيق نتائج أفضل. حقيقة أن هناك جهودا حثيثة تبذل لتجاوز معوقات المشاركة التطوعية، في كافة مستويات العمل الاجتماعي، من تخطيط وتنفيذ وإدارة، الأمر الذي أدي إلى ظهور أفكار ونظريات وأساليب حديثة في مجال التطوع. وقد تزايد الاهتمام العالمي بالمنظمات الدولية والمحلية، مع الظهور الواضح لنشاط الجمعيات الأهلية في معالجة المشكلات الحاضرة، ومواجهة تحديات المستقبل في ظل التغيرات العالمية. ويعتبر التطوع هدفا ووسيلة في أن واحد، لأن الحياة الديمقراطية السليمة ترتكز على مساهمة المتطوعين وإشراكهم في مسئوليات العمل من أجل مجتمعهم. وتنبع ثقافة العمل التطوعي في المجتمعات الغربية من النزعة العلمانية، التي تفصل الدين عن الدنيا، وبالتالي يرتبط التطوع بمنظومة الفكر المادي العلماني على طرف نقيض لمفهوم الواجب. وتنتشر بالمجتمعات الغربية الكثير من المؤسسات والهيئات، التي تعمل في مجالات الخدمة الاجتماعية والإنسانية داخل بلادها على مستوي العالم، وتنطلق الأعمال التطوعية في تلك المجتمعات من الدوافع الخيرة الموجودة في أعماق كل إنسان، كما تتركز المؤسسات الخيرية التطوعية في المجتمع الغربي على معالجة القضايا والظواهر المحلية التي تواجه المجتمع. ويرتبط التطوع في المجتمعات العربية بثقافة الفكر الإسلامي، إذ يتصل التطوع بالفرض، كما تتصل السنة بالواجب اتصالا وثيقا، وقد عبر عنها فقهاء الإسلام بمفهوم "فرض الكفاية" وهي تلك الأعمال التي يتعين القيام بها لمصلحة فرد أو جماعة أو المجتمع أو الأمة كلها، ويقوم بذلك من فيهم كفاية، سواء كان فردا أو جماعة أو فئة معينة، تكون مؤهلة لهذا العمل، فإن لم ينهض به أحد صار العمل المطلوب فرضا ملزما في حق الجميع، بحيث يأثمون حال تقاعسهم عن أدائه، ولم يحظ العمل التطوعي في الثقافة الغربية بمثل المكانة التي حظي بها في الثقافة العربية الإسلامية. ومع ذلك فإن ثقافة التطوع في المجتمع العربي المعاصر تتسم بدرجة متدنية من الفاعلية في معظم البلدان، حيث يشكل العمل التطوعي في المجتمعات العربية نسبة ضئيلة مقارنة بالمجتمعات الغربية التي تكثر فيها مثل هذه الأنشطة.

ويفترض أن يشهد المجتمع العربي إقبالا على العمل التطوعي الاجتماعي أكثر من المجتمعات الغربية، لما في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف من حث كبير على نصرة المظلومين، ومساعدة الفقراء، وخدمة المحتاجين، حيث اعتبر القرآن الكريم ذلك مقياسا لصدق التدين، وأن من لا يهتم بمناطق الضعف في المجتمع، كاذب في تدينه، وإن تظاهر بطقوس الدين وشعائره، يقول الله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ..) الآيات (سورة الماعون: ١ - ٣). إضافة إلى الحاجات الكبيرة في المجتمع العربي التي تتطلب الكثير من الجهود والطاقات لتلبيتها ومعالجتها، فهناك حالات الفقر والعوز، ومشاكل العلاقات الاجتماعية، وقضايا التعليم والتوجيه الديني والسلوكي، وأمور البيئة، وأوضاع المحتاجين إلى الرعاية من المسنين والمعاقين واليتامى. إن كل ذلك يستلزم تعبئة الجهود والطاقات وشد العزائم والهمم لسد النواقص وتنمية المجتمع وتطويره. ومع التقدير والامتنان للجهود الطيبة التي يبذلها القائمون على العمل في هذه المؤسسات، إلا أننا نلاحظ أن درجة الإقبال على العمل التطوعي ضمن هذه المؤسسات لا يزال محدودا، وغير متناسب مع التوجه الديني للمجتمعات العربية. وتتضح هذه الحقيقة في قلة انضمام عناصر جديدة إلى هذه المؤسسات، وضعف رفد لجانها ومجالات عملها بالطاقات والكوادر، التي تطور مسيرة العمل وتواصل تقدمه. كما أن بعض هذه المؤسسات تواجه مأزقا حرجا عندما يحين موعد انتخاب أعضاء دارة جديدة، حيث لا يتقدم أحد لترشيح نفسه، أو لا يكون عدد المتقدمين كافيا للمواقع الشاغرة في الإدارة. وتفعيل ثقافة التطوع على المستوي الدولي يعتبر ضرورة حضارية، لتمكين المجتمعات المعاصرة بصفة عامة والمجتمعات العربية بصفة خاصة، للإسهام بفاعلية في بناء الخطاب العالمي حول ثقافة التطوع، من خلال العمل على تدعيم المجتمعات العربية، وتشجيعها على الإسهام في أنشطة العمل التطوعي، وهي تمتلك تراثا غنيا بالقيم والمبادئ والمعايير والأخلاقيات، التي يمكن أن تستفيد منها البشرية. والعمل على تفعيل مشاركتها في المنتديات العالمية المعنية بشئون التطوع وقضاياه، لتفعيل ثقافة التطوع على المستويين النظري والعملي التطبيقي في المجتمع العربي، وإلا ستبقي التبعية لخطاب ثقافة التطوع الأجنبية ما بقيت ثقافة التطوع في المجتمع العربي راكدة وغير فاعلة، ولا يظهر للمتطوعين دور واضح يقدمون من خلاله المضمون الإسلامي لثقافة التطوع، وبناء على ما سبق يمكن وضع تصور مقترح لدعم ثقافة التطوع بين الفكر الإسلامي والفكر العلماني، في ضوء الاتجاهات المعاصرة في مجال التطوع، والتي يمكن الاستفادة منها في تطوير منظومة العمل التطوعي في المجتمعات العربية والغربية. ومن هنا يأتي دور المثقفين والكتاب والمفكرين، في توعية المجتمع وتصحيح بعض المفاهيم المبهمة والمتداولة بين العامة، كما يشكل العمل التطوعي السبب الرئيس في إشاعة الأمن وتقوية الأواصر بين كافة شرائح المجتمع. وقد حث الإسلام على العطاء والتطوع ومساعدة الآخرين بالمال والجهد والوقت، كما حرص على الأعمال التي تخدم المجتمع وأكد عليها من خلال بعض الأعمال التطوعية: كالزكاة والصدقة والوقف، ونحوها، قال تعالي: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى" (سورة المائدة: الآية ٢).

Voluntary work is a response to the call of duty and conscience and comes at the forefront of the efforts of contemporary societies. It is an approach that requires capabilities and skills, and emphasizes the achievement of positive social values and meanings in society, including altruism, loyalty, belonging and helping others. Also, volunteer work provides a real opportunity for good training in cooperation and team work, and this is done from Through the use of professionals and specialists to achieve better results. The fact that there are determined efforts being made to overcome the obstacles of voluntary participation in all levels of social work, including planning, implementation and management, which led to the emergence of modern ideas, theories and methods in the field of volunteering. The global interest in international and local organizations has increased, with the prominent visibility of the activities of NGOs in addressing current problems a