عناصر مشابهة

من التقنية إلى ماهية التقنية في وجودية مارتن هايدغر

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:باحثون : المجلة المغربية للعلوم الاجتماعية والانسانية
الناشر: عياد أبلال
المؤلف الرئيسي: الوهابي، عبدالكبير (مؤلف)
المجلد/العدد:ع17
محكمة:نعم
الدولة:المغرب
التاريخ الميلادي:2022
الصفحات:171 - 179
ISSN:2509-1328
رقم MD:1321493
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:ينظر الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر إلى موضوعة التقنية من داخل التفكير الفلسفي ومن زاوية أكثر عمقا من الناحية الوجودية، فهو لا يحصر فعاليتها وإنتاجيتها في أبعادها المادية والعلمية التي تبدو قائمة وموجودة أمامنا في العالم كما يقول فيلسوفنا نفسه، من خلال تجلياتها الظاهرة في الحياة والمتمثلة في إنجاز مهمة السيطرة المعتمدة على توفير واعتماد الوسيلة لتحقيق غايات معينة. لكنه يتأمل الموضوع أبعد من ذلك بحيث يميز تمييزا عميقا بين التقنية وماهية هذه التقنية في حد ذاتها، بحيث يرى أن ماهية التقنية أعمق وأشمل من التقنية من المنظور الوجودي، بحيث إن هذه الأخيرة مجرد ملمح ظاهر فقط من شساعة تلك الأولى، أو بمعنى أخر ما التقنية إلا جزء وفقط من ماهيتها التي تتجاوز ما هو مادي وتقني في الوجود، على الرغم من كون ما هو تقني صائب وصحيح في مسألة تعريف مفهوم التقنية، لأنه ببساطة بمثابة ذاك الأثر الواقعي الذي يتحسسه الإنسان في حياته الواقعية، بينما تلك الماهية الفريدة لا تتجلى إلا في عبقرية ذلك الانكشاف والاستدعاء الذي تقيمه في الطبيعة، لكي تبرز هذه الأخيرة ما كان مخبوءا ومخزونا فيها واعتقدنا أنه حتما غير موجود أو على الأقل غير ممكن، بمعنى دقيق ترغمه وتجبره على الظهور في ساحة الممكن دائما، على أن يتحول تدريجيا إلى حيز الرصيد-الأساس على حد قول هيدغر، هذا الأساس الذي يحقق التقدم باعتباره حقيقة وجودية من صميم الإبداع الإنساني، وتعبير وجودي صريح عن مكانة الكائن البشري في العالم والوجود، من خلال هذه المخاطرة التي يسير فيها بحذر التساؤل والتأمل والتوغل في صميم بحث-الممكنات التي تنقذه وتدفعه رغم المعاناة إلى منطقة الوجود الأصيل الذي يسمو به ككائن منفرد عن كل ما يعرقل فرادته في الواقع الفعلي.