عناصر مشابهة

حفريات أولية في ذاكرة مصطلح الشعرية

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:أوراق فلسفية
الناشر: كرسي اليونسكو للفلسفة فرع جامعة الزقازيق
المؤلف الرئيسي: بن سالم، حورية (مؤلف)
المجلد/العدد:ع79
محكمة:نعم
الدولة:مصر
التاريخ الميلادي:2021
الصفحات:177 - 190
رقم MD:1299944
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:في هذا البحث قد تتبعنا باقتضاب جذور النشأة المبكرة لمصطلح الشعرية على يد الفيلسوف اليوناني أرسطو الذي يجمع أغلب الفلاسفة والدارسين والمنظرين والنقاد على أنه الرائد الذي وضع هذا المصطلح ووظفه في كتابه المعروف باسم Poetique. والجدير بالذكر هو أن كتاب أرسطو المترجم في لبلدان الغربية ب "فن الشعر" حينا وبالشعرية Poetiques حينا آخر، قام فيه هذا الفيلسوف بتمييز وتحديد الخصائص الفنية للأجناس الأدبية التي شكلت حضورا متميزا في عصره مثل التراجيديا، والملحمة والكوميديا. إن هذا المصطلح قد دارت حوله خلافات بخصوص إيجاد مصطلح معادل ومطابق له سواء في اللغات الأوروبية أو في اللغات الأجنبية، وكذا تحديده كمفهوم، وكآلية توظف في عمليات سبر وتحليل بنية النصوص الأدبية التي بموجبها تكتسب الأدبية، وفضلا عن ذلك فإن التباينات لا تزال قائمة بشأن وجود أو عدم وجود علاقة تكاملية بين الشعرية وبين التأويل. في سياق مواصلة تتبع تأريخ نشأة هذا المصطلح تحدثت عن مساهمة الشكلانية الروسية في بنائه منذ أوائل القرن العشرين، المنظورات النظرية عند الشكلانيين الروس أمثال رومان ياكبسون، وبوريس إيخنباوم، وفيكتور شوكلوفيسكي وميخائيل باختين وغيرهم الذين انصب اهتمامهم أساسا "على أدبية الأدب وعلى الاستراتيجيات التي تجعله أدبا، والعناية بصدارة اللغة" كما يقول الناقد الأمريكي جونثان كولر. في هذا البحث قد انصب اهتمامنا على مشكلة ترجمة ة مصطلح Poetique إلى اللغة العربية وكذا استخدامه في العملية النقدية. في هذا السياق وجدنا النقد العربي المعاصر قد انشغل بمصطلح الشعرية بشكل لا نظير له، لاحظنا أن معظم نقاد. العرب المعاصرين قد أسقطوا آلياته على الخطاب الإبداعي العربي بطرق متباينة، كما لاحظت ندرة الدراسات التي تناولت التراث النقدي العربي التي انشغلت بموضوع أدبية الأدب. وفضلا عن ذلك، فإنه قد كان ينبغي تسليط الضوء على جهود المترجمين العرب الأوائل الذين ترجموا كتابات أرسطو في الشعر وفي الشعرية من السريانية إلى العربية مثل أبي بشر متى بن يونس القنائي، وفي عصرنا نموذج الدكتور عبد الرحمان بدوي الذي ترجم كتاب أرسطو Poetique ب "فن الشعر" وخصص لترجمته هذه شروحا وتعليقات مهمة جدا يجب العودة إليها واستيعابها والبناء عليها. ولاحظنا أيضا عدم الإجماع على الترجمة الموحدة لهذا المصطلح الذي صار "يضاف إلى أي مفهوم، وإن لم يكن مناسبا، على أيدي بعض الجامعيين الذين لا يدركون من "شعرية الخطاب" و "شعرية الفضاء" و"شعرية السرد" و"شعرية الجسد" و"شعرية البياض" إلا بريقا خاطفا، أو طيفا عابرا، سرعان ما يخفت ويفتر ثم يزول مثله مثل الأفق الذي كلما خلناه قد دنى منا إلا وازداد نئيا وبعدا عنا، فضلوا يتداولون هذه العناوين في نصوصهم من دون وعي بما تكتنز من مفاهيم" ليس هينا على أي باحث أن يدركها ويعيها حق وعيها. إنه بهذا قد وظفوا هذا المصطلح توظيفا يخرجه في غالب الأحيان عن مساره الصحيح.