عناصر مشابهة

العنف الأرشيفي الاستعماري: الحالة الصهيونية نموذجا

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
العنوان بلغة أخرى:The Violence of the Colonial Archives: The Zionist Model
الناشر: بيرزيت
المؤلف الرئيسي: عثمان، عروبة أيوب (مؤلف)
مؤلفين آخرين: فخر الدين، منير (مشرف)
التاريخ الميلادي:2020
الصفحات:1 - 173
رقم MD:1248526
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:Dissertations
الدرجة العلمية:رسالة ماجستير
الجامعة:جامعة بيرزيت
الكلية:كلية الدراسات العليا
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:تبحث هذه الدراسة في الأرشيفات الإسرائيليّة بوصفها مواقعَ حيّةً مُنتجةً للمعرفة، لا مستودعًا كاشفًا للمعرفة. وإذ تنطلق الدراسة من هذا المبدأ، فإنّها تعتبر إنتاج هذه الأرشيفات منطويًا على مجموعة من الممارسات العنيفة التي تجريها السلطة الأرشيفية عبْرها وعليها. تحقّق هذه الممارسات جريان عمليّةٍ مستمرةٍ من بناء المعرفة والقوّة التي تحوي في حالتنا هذه بناءً للسردية المهيمنة ومحوًا للسرديّة الفلسطينيّة. تخوض الدراسة غمار قوتَيْن عنيفتَيْن أساسيّتَيْن، وهما: النهب والعنف السرديّ المرافق له، وقوّة الحجب وعرقلة الوصول. ولكون هذه الأرشيفات تنتمي في منطق تشكيلها ومسعاها إلى النظام الاستيطاني الإحلالي، فإنّ هذه الدراسة تحاجج بأنّها متحوّلة انتقاليّة في ذاتها وأصلها تسعى إلى تكريس الفصل بين قصّة صعود "الدولة" وقصّة نزع الفلسطينيين عن أراضيهم، وبين مصيرَيْ الفلسطيني والصهيوني إجمالًا. ولا يمكن أن يتحقّق هذا المسعى الهادف إلى التأسيس لـ"الدولة" على مبادئ "الأصلانيّة" و"الطُهر الأخلاقي" والتجرّد من العنف بدون قوى النهب والتدمير والمحو والحجب موضعَ الدراسة. في فصلها الثاني، تفكّك الدراسة منظومة نهب الأرشيفات الفلسطينيّة باعتبارها منظومةً تحوليّةً على صعيد الذاكرتَيْن المتصارعتَيْن وملكيّة أصحابها. يتتبّع هذا الفصل المصائر المختلفة للمواد المنهوبة من كتبٍ وأرشيفاتٍ، من حيث وضعيّتها القانونيّة وحالتها الوجوديّة وطبيعة السرد الناشئ عنها. لا يرى هذا الفصل النهبَ بعين الخسارة للفلسطيني فحسب، إنّما يطوّر منظوره ليتقفّى سيرورة إقحام كثيرٍ من هذه المواد في عالمٍ اجتماعيٍّ إسرائيليٍّ جديدٍ يسلخها عن وظائفها الأصليّة. تحاجج الباحثة بأنّ قوّة النهب الأرشيفي تُترجم إلى سياساتٍ مزدوجةٍ من التطهير والإقصاء التام للأرشيفات الفلسطينية وهويّة أصحابها، ومن الدمج الإقصائي لها على أسسٍ جديدةٍ من السرد والملكيّة وإمكانيّات الوصول إليها، حيث تطرح الأخيرة امتيازًا إيجابيًّا للمجتمع المهيمن وباحثيه في دورة إنتاج المعرفة حول الفلسطيني. لا يتوقّف هذا الفصل عند حدّ تفكيك النهب الصهيوني، إنّما يمتدّ للبحث في سياسات الانتداب البريطاني إزاء الأرشيفات التي أنتجها ومثّل الفلسطيني موضوعًا رئيسًا فيها. حيث حتّم انسحابه من فلسطين تحديد الوجهة المستقبليّة لهذه المواد بين تدميرٍ وترحيلٍ وإبقاءٍ. تطرح هذه الجزئيّة من الفصل منظورًا جدليًّا على صعيد معنى المنشأ الأرشيفي للمواد المُرحلة النازحة، والآثار القانونيّة والأخلاقية الكامنة فيه التي تفرض نفسها على الفلسطيني وروايته وتُعتبر سلبًا لصوته. أمّا في الجزء الأخير من هذا الفصل، فسنبحث في أرشيفات منظمة التحرير الفلسطينيّة بوصفها خضعتْ لعنفٍ مزدوجٍ من داخل القوّة التي شكّلتها ومن جهة السلطة الأرشيفيّة الإسرائيليّة كذلك، مُضيئين على أثر غيابها وإهمال استرجاعها على الذاكرة الفلسطينية تزامنًا مع بناء "الأرشيف الوطني الفلسطيني".

وفي فصلها الثالث، تتتبّع الدراسة الحواجز المفروضة على الفلسطينيين للوصول إلى الأرشيفات وإقصاء معظمهم من البوّابة الخارجيّة لها. تتجاوز بذلك فضاءات حجب الوصول القانونيّة نحو فضاءات التشتيت والفصل المكاني الأكبر والحواجز اللغويّة. كما يتتبّع الفصل استراتيجيّات إعاقة الوصول من داخل الحيّزات الأرشيفيّة على صعيد الفهرسة والرقمنة والأيديولوجيا الاصطلاحيّة للفلسطينيين الذين تمكّنوا من اجتياز الحواجز الخارجيّة، والتي لطالما شكّلت بالمقابل قوى وصولٍ ممتازةً للطرف الآخر في الصراع. نبحث، أيضًا، في المنطق المتمايز في القدرة على الاستئناف على حجب المواد الأرشيفيّة بين الهويّات القوميّة المتمايزة إثنيًا، وبين أفراد الهويّة المهيمنة في إنتاج معرفةٍ امتيازيّةٍ مُستقاةٍ من الأسرار الأرشيفيّة. ندرس الأخيرة كعمليّةٍ مُنتجةٍ لغياب النكبة وتحقيق شرعيّة الدولة وإعادة التشكيل الدائم للتاريخ المهيمن والوعي العام سواءً على صعيد الصراع القومي أو الصراعات الداخليّة الإثنيّة والأيديولوجيّة. تنتج كل هذه المداولات الجدليّة لعبةً دائمةً من الكشف ومن ثمّ إعادة الحجب، سنعكف على تحليل مبرّراتها وتجارب لباحثين مرّوا بها. تتبنّى الدراسة، إجمالًا، منهجيّة "باتجاه التيار" ( (Along the Grainالتي تسير بميل السلطة الأرشيفيّة وعنفها وتقسيماتها. ينتج عن هذا استقصاءً للنُظُم السياسيّة والقانونيّة التي شكّلت "الدولة" وملكيّاتها وادعاءاتها السرديّة، بل وحاجاتها وهواجسها. ذلك أنّ اقتفاء مواقع العنف الأرشيفي التي أُنتجت بغاية إخفاء عنف "الدولة" والوجود الطارئ لمجتمعها الاستيطاني، يطرح عمليّةً مغايرةً من إنتاج المعرفة تُستعاد عبْرها النكبة والذاكرة المستلبة والمحجوبة، وتمكّننا من الإنصات إلى همسات الفلسطيني داخلها، على نحوٍ يجعل الأرشيفات متأثّرةً دومًا بأيّ إزاحةٍ في سياق التلقّي أو الإنتاج، ما ينعكس على طبيعة السرديّة التاريخيّة المُنتجة والتي قد تتعارض تمامًا مع أغراض السلطة الأرشيفيّة نفسها.