عناصر مشابهة

المدرسة الصلاحية في القدس (588-1336 هـ./1192-1918 م.)

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
العنوان بلغة أخرى:Al-Salahiyyah School in Jerusalem (588-1336 A. H./1192-1918 A. D.)
الناشر: نابلس
المؤلف الرئيسي: أحمد، رويدة فضل أحمد (مؤلف)
مؤلفين آخرين: أبو بكر، أمين مسعود (مشرف)
التاريخ الميلادي:2015
الصفحات:1 - 174
رقم MD:1228896
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:Dissertations
الدرجة العلمية:رسالة ماجستير
الجامعة:جامعة النجاح الوطنية
الكلية:كلية الدراسات العليا
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:لعبت القدس دورا مهما في الحركة العلمية عبر مسيرتها التاريخية، وكان لها أثرها الواضح ليس في فلسطين فحسب بل في العالم الإسلامي بصورة عامة، وارتبط ذلك بالمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي غدا ملاذا للطلبة والدارسين، ومقصدا للعلماء والمدرسين من أنحاء العالم الإسلامي كافة، ومحط اهتمام الخلفاء والولاة والأمراء، إلا أن الغزو الصليبي للمنطقة قد وضع حدا لهذه الحركة لعدة عقود من الزمان، وما أن حررها صلاح الدين الأيوبي، والذي يعد الفتح الثاني للمدينة عام 583 ه /1187 م بعد الفتح العمري حتى عادت لمزاولة نشاطها من جديد. ومما لا شك فيه أن صلاح الدين الأيوبي قد أدرك منذ اللحظات الأولى للتحرير ما آلت إليه مدينة القدس بشكل عام، والحركة الثقافية بشكل خاص، خلال السيطرة الفاطمية شيعية المذهب، والاحتلال الصليبي، وكانت إعادة المدينة إلى دورها الريادي في العالم الإسلامي يقتضي تنشيط الحركة الثقافية فيها. وفي إطار هذه السياسة بادر صلاح الدين إلى إنشاء المدرسة الصلاحية، والتي نسبت إليه في الزاوية الشمالية الشرقية من المسجد الأقصى عام 588 ه/1192 م، مكان موضع البيت الذي كان يسكنه يواكيم وحنة والدا السيدة مريم، وكانت تعرف قبل الإسلام بكنيسة صندحنة. احتلت المدرسة الصلاحية دورا بارزا في الحياة الفكرية والثقافية، ويظهر ذلك من خلال نظامها الذي سارت عليه، فنجد أن مشيختها والتدريس فيها قد ارتبط بشكل مباشر بالسلطان، وعدت مشيختها من الوظائف السنية بمملكة الإسلام، ولا شك في المكانة العلمية والاجتماعية والاقتصادية التي نالها من تولى التدريس بها. ولم يغب عن السلطان صلاح الدين الأيوبي توفير المصدر المالي لدعم المدرسة، فقد عمل على وضع الأساس المالي لنمو المدرسة وتطورها، ورصد على مصالحها الأوقاف والأرصاد الغنية القادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية والمتمثلة بقرية سلوان، والقسطل، ومقبرة اليهود، وبستان الجورة، وحارة المغاربة، وبستان باب حُطة، و89 دكانا في سوق القطانين، ومجموعة دكاكين بباب حطة، وحمام الأسباط وغيره.، وذلك من أجل تأدية دورها الذي وجدت من أجله. وما يوضح المستوى العلمي الذي وصلت إليه المدرسة مناهجها، فقد شمل منهاج الصلاحية في بداياتها، العلوم الدينية، وعلوم اللغة، ومن ثم شمل علوم الحديث، والفقه، والعلوم المساعدة التي تتعلق بالأمور الحياتية. ونتيجة لذلك، فقد وفد إليها طلبة العلم من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، وتم منحهم الإجازات العلمية منها، ومنهم من منح الإجازة وعين معيدا فيها، ومن ثم أصبح مدرسا ومنهم من وصل إلى مشيختها. وفي ضوء حركة التغلغل الأجنبية، طلبت الحكومة الفرنسية من السلطان عبد الحميد أن يعطيها المدرسة لتعيدها كنيسة مقابل المساعدات التي قدمها الفرنسيون للعثمانيين في حرب القرم، وقد تم لهم ذلك، فشرعوا بعمليات الترميم والإعمار. ومع بداية الحرب العالمية الأولى أعاد جمال باشا المدرسة الصلاحية، وحولها إلى كلية أسماها (كلية صلاح الدين)، وما كان ذلك إلا من باب النظرة السياسية، والتي حاول من خلالها التأثير على فرنسا، بأن أخذ المدرسة من رعاياها للتأكيد على أن ورثة صلاح الدين قد ساروا على نهجه، وأكد ذلك عندما وضعها تحت اسم "كلية صلاح الدين الأيوبي". وقد جرى افتتاح كبير للكلية الصلاحية، حيث وضع جمال باشا لها نظاما جديدا لها، حدد من خلاله موضوعات الدراسة، والفترة الدراسية، وبين شروط قبول الطلبة والمراحل التعليمية التي يمرون بها. واستمرت الكلية الصلاحية تؤدي دورها العلمي والثقافي، حتى دخول الإنجليز إلى القدس (1338 ه/1917 م)، حيث أعادوها إلى الآباء البيض، وأعاد هؤلاء فتح المدرسة الإكليركية، والتي تعرف اليوم بكنيسة سانت آن، أو سانت ماريا. ونتيجة لاتساع الدور الذي اضطلعت به القدس في الحركة الثقافية منذ التحرير الثاني لها على يد صلاح الدين الأيوبي، وحتى (الاحتلال البريطاني الصليبي الثاني) عام 1336 ه/ 1918 م فقد وقع الاختيار على المدرسة الصلاحية لتكون ميدانا للدراسة والبحث منذ تأسيسها وحتى رحيل الحكم العثماني عن القدس عام 1339 ه/ 1918 م، وذلك تحت عنوان المدرسة الصلاحية في القدس (588-1336 ه/1192-1918 م).