عناصر مشابهة

قراءة في تعريف الاستعارة عند الأسلاف حتى القرن 8 هـ.

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة ابن منظور لعلوم اللغة العربية
الناشر: الجمعية الليبية لعلوم اللغة العربية
المؤلف الرئيسي: بن إدريس، عمر خليفة (مؤلف)
المجلد/العدد:ع2
محكمة:نعم
الدولة:ليبيا
التاريخ الميلادي:2020
التاريخ الهجري:1441
الصفحات:286 - 297
ISSN:2709-6181
رقم MD:1139228
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:إن ما يعنيه مصطلح الاستعارة في الكتابات النقدية والبلاغية المبكرة، يختلف اختلافا ملحوظا عما تطور إليه هذا المعنى فيما بعد، فما هو مدون من شواهد الاستعارة وأمثلتها في المرحلة المذكورة، لا تكاد تتميز فيه التنويعات الأسلوبية لبنية الاستعارة، ولا يبدو ظاهرا منها إلا تلك الصيغة التي دعاها المتأخرون "الاستعارة المكنية". ومع وجود ما صار يعرف باسم "الاستعارة التصريحية" في مصادر الاستشهاد المعتمدة، فإن تمييز صيغتها لم يحظ بما يكفيها بيانا ووضوحا. وهذا ملحظ يدعونا إلى تعقب مصطلح الاستعارة، ومتابعة تحولاته الدلالية، التي صاحبت تعريفات الأسلاف لها، واقترنت باختيار شواهدهم التي أجمعوا عليها، واختلفت أو اتفقت قراءتهم لصور تمثيلها لسمات الاستعارة الجمالية، وإحاطتها بالمظهر اللغوي الذي يبرز أشكال بنيتها الأسلوبية داخل السياق الذي يجمع المعنى اللغوي للاستعارة بالمعنى الاصطلاحي لها. وقد ذكر الأسلاف في بيان معنى الاستعارة تعريفات كثيرة، تنسب لأهل العلم، نذكر منهم الجاحظ، وثعلبا، وابن المعتز، والرماني والجرجاني على بن عبد العزيز، والعسكري، وعبد القاهر الجرجاني، وفخر الدين الرازي، والسكاكي، وضياء الدين بن الأثير. ومن الواضح أن التعريفات التي أوردها هؤلاء وغيرهم للاستعارة لم تنحرف عن ذلك المعنى اللغوي الذي يساق لها، بل يلوح في الظاهر من النظر الأول، وكأن التشابه قد غلب عليها. ولكن التعمق فيها يظهر افتراقا في رؤى أصحابها، واختلافا في توجهاتهم الفكرية والمنهجية التي يمكن حصرها في رؤيتين: رؤية تعد الاستعارة عملية "نقل وتعليق"، ورؤية تعدها عملية "ادعاء" على أنه لا مناص من أن تومئ بإزاء ذلك إلى أن شيئا من الغموض يشوب أكثر ما هو متداول من تعريفات الاستعارة، التي سوف نسوق منها ما يفي بالغرض، بل بما يدل على أن هذا الغموض يكمن في استعمال كلمات في مفردات أي تعريف منها، لهذه المفردات دلالات مختلفة، إذ منها ما يستعمل كلمة "لفظ"، ومنها ما يستعمل كلمات من قبيل: "اسم"، و"معنى"، و"كلمة"، و"عبارة"، و"شيء"، إضافة إلى تقييد ذلك بألفاظ "النقل" والتعليق"، والادعاء"، و"الوضع"، و"الغرض". وهي كلمات تنم عن اختلاف فكري جوهري بين طوائف البلاغيين، ولاسيما فيما له علاقة بمسألة التأويل، وتحقيق القول فيه على أي وجه يكون على أن التطور التاريخي والجدل الفكري، لا ينكر تأثيرهما في هذا الحشد من التعريفات التي وضعت لاستعارة، لكن تظل سلامة ما يعبر عنه مرتهنة بسلامة ما يعبر به، حتى لا يقع في مفردات ألفاظه ما يوهم الخطأ. وإذ يحاول البحث عرض ما ذكر من تعريفات الاستعارة، فليسوق في حشده إياها تعريفا وصفه السكاكي بقوله: وحدها "عند الأكثر"، ثم أورد التعريف المذكور، الذي تحاشاه شراح السكاكي وغير شراحه من المتأخرين، بل لم يعد لهذا التعريف ذكر في كتب البلاغة المدرسية، مع أنه أصلح ما يكون في تقريب مفهوم الاستعارة، وتصوير بنيتها لمن هم في أدنى مراحل التعلم، إذ يتميز التعريف المذكور بما يكتفي به من الوضوح الدال على المعنى الذي أثبت له، وهو إحراز معنى الاستعارة، والوعي بتركيبها، وقدرتها على التعبير، والتصوير والتأثير.