عناصر مشابهة

واقع التنمية البشرية في جرد منطقة دير الأحمر: مزرعة بو صليبي أنموذجا

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:أوراق ثقافية: مجلة الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر: د محمد أمين الضناوي
المؤلف الرئيسي: أبو شقرا، صلاح عصام (مؤلف)
المجلد/العدد:مج1, ع1
محكمة:نعم
الدولة:لبنان
التاريخ الميلادي:2019
الصفحات:242 - 258
ISSN:2663-9408
رقم MD:1092999
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:خلصت هذه الدراسة إلى حقيقة مفادها أن سياسة إهمال الأطراف البعيدة عن العاصمة، هي سياسة متبعة منذ عهد الاستقلال حتى الآن، وهي لا تعزز طوائف على حساب طوائف أخرى، على الأقل منذ تسعينيات القرن الماضي. إن التركيز على تنمية العاصمة والضواحي القريبة دفعت ثمنه كل الأرياف الطرفية البعيدة، لأي طوائف انتمت وأتت هذه الدراسة لتبين أن عدداً من المؤشرات، والمعدلات الديموغرافية جعلت مزرعة بو صليبي، القرية المارونية في جرد دير الأحمر، تشبه إلى حد كبير قرية زغرين، الشيعية في جرد الهرمل. وفي الوقت نفسه لا تشبه بلدة دير الأحمر المارونية، القريبة منها. وما يؤكد هذا الواقع أن هناك اعتراض من مسيحيي الأطراف، من أقاصي عكار إلى آخر الجنوب، فإلى جرد بعلبك الغربي، والشرقي، على الاهتمام المتزايد في تأمين الخدمات والرفاهية لمسيحيي العاصمة والمناطق المحيطة بها في ساحلي المتن وكسروان، وإهمال المناطق المسيحية في الشمال وعكار والبقاع والجنوب. وهو ما يدل بدوره على أن الحرمان طال المسيحيين والمسلمين على السواء. بالمقابل فإن سياسة التوازن الطائفي في التوظيف في مؤسسات الدولة، ولا سيما العسكرية والأمنية منها، استفاد منه مسيحيو الأطراف، وخصوصاً أن تلك الوظائف ليست من أولويات مسيحيي المركز الذين يتمتعون بكفاءات علمية ومهنية تخولهم شغل وظائف كبيرة في القطاع الخاص، وحتى بإمكانهم تأسيس أعمال خاصة بهم كونهم من عائلات مترسملة وقادرة على ذلك. وهكذا يمكن اعتبار قرية مزرعة بو صليبي أنموذجاً، ففيها الوظائف الرسمية، والرواتب، التي تعززها المداخيل من الإنتاج الزراعي، وبشكل أساسي من زراعة التبغ. هذا ما يفسر الارتفاع النسبي لمعدل الدخل الفردي في البلدة مقابل ارتفاع معدل الأمية وتدني متوسط سنوات الدراسة للفرد. وكذلك فإن تفوق معدل الخصوبة الكلية في مزرعة بو صليبي على مثيله في زغرين إنما يدل على سمات مشتركة بين المجتمعين لجهة تدني المستوى التعليمي، وعادات التشجيع على الإنجاب والزواج المبكر. أخيراً، وبعد التأكيد على تهميش الأرياف البعيدة وإهمالها، فإن سياسة الإنماء المتوازن بين المناطق أصبحت ملحة وضرورية لسد الثغرات كافة والإنفاق المتوازن بين المناطق الريفية والمدن، وهو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة الاجتماعية