عناصر مشابهة

التفسير التحليلي: تاريخ وتطور

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة جامعة الأنبار للعلوم الإسلامية
الناشر: جامعة الأنبار - كلية العلوم الإسلامية
المؤلف الرئيسي: عبدالعيساوي، مشعان سعود (مؤلف)
المجلد/العدد:مج4, ع13
محكمة:نعم
الدولة:العراق
التاريخ الميلادي:2013
الصفحات:57 - 77
DOI:10.34278/0834-004-013-086
ISSN:2071-6028
رقم MD:1000527
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة:Arabic
قواعد المعلومات:IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى أله وصحبه ومن والاه. (وبعد) فإن التفسير التحليلي يعد من أوسع المناهج التفسيرية وأكثرها شيوعا واستعمالا، حيث يقوم التفسير بالكلام عن الآية جملة جملة، وكلمة كلمة، بعد تفكيكفها وتجزئتها وبيان ما فيها من معان وأحكام ودلالات وقراءات وإعراب وبلاغة وأسلوب... وغير ذلك مما يقتضيه الحال والمقام، كما عليه أن يبين أسباب نزولها ومناسبتها للسابق واللاحق. ولعل القرن الثالث قد شهد التوسع في دلالة الآية، وألفت فيها كتب مستقلة عبر كتب التفسير، ولكن أبا جعفر ابن جرير الطبري (٣١٠ه) يعد الرائد في هذا الميدان، وأوسع من سلك هذا الطريق، وتناول التحليل لكل كلمة من القران في أغلب الوجوه العلمية. ثم سار على نجه الثعلبي، ثم الزمخشري، وابن عطية، وإن لم تكن تفاسيرهم تناولت جميع ما يتعلق بالآية، وليس لهم ذلك المنهج الذي عرف فيما بعد عند ابن حيان الأندلسي في (البحر المحيط) ، حتى توالت التأليف الموسوعية التي تناولت النص من جميع نواحيه، كما هو عند ابن عادل الحنبلي في تفسيره (اللباب) ، ثم عند المتأخرين كالألوسي في (روح المعاني)، وكذلك سلك هذا المنهج كثير من المحدثين والمعاصرين ولكن العصر الحديث شهد تطورات في هذا المنهج نظرا للتغيير الحاصل في شتى مجالات الحياة، فبرزت هناك بعض العلوم والمعارف التي اقتضت التوسع في التحليل والتفسير. ولعل أبرز ما وصل لهذا النوع من التفسير هو الابتعاد عن بعض المسائل التي تقحم في كتب التفسير، وليس لها علاقة مباشرة بالنص، وإنما كانت من قبيل الاستطراد، كالمسائل النحوية وخلافات المدارس فيها، وكالمسائل الكلامية والردود على بعض الفرق المغرقة في التفسير، وكاستبعاد بعض القصص والخرافات الإسرائيلية والأحاديث الموضوعة. كما شهد التفسير التحليلي طفرة في إضافة بعض المعارف والعلوم، زيادة في توضيح النص القرآني، ولعل أبرزها وأهمها ما يسمى بالتفسير العلمي، مما يخص الآيات الكونية والتي دعا الله تعالى في كتابه العزيز إلى التفكر فيها، وأخذ العبرة منها، فجاء العلم الحديث ليوقف الإنسان على عجائب قدرة الله، وتوسيع دائرة فهمه لأسرارها، مما يزيد الإيمان ويعمق اليقين. كما وأن فيها إشارات إلى حقائق علمية أو نظريات محققة قد يحتملها النص القرآني، مما يؤكد صدق القرآن ومصدريته الربانية، ليكون شاهدا على إعجازه وأنه ليس من صنع البشر، وإن احتملت هذه الأمور الخطأ، ولكن الخطأ في التفسير إذا كان ضمن القواعد والأصول التي يجب أن تتبع يكون معفوا عنه، فليست كل الآراء في التفسير مقبولة، ولكن بشرط عدم التكلف والتمحل وتحميله ما لا يحتمل. كما يجب على المفسر أن يكون على علاقة وارتباط بالمستجدات في الثقافات الإنسانية المعاصرة، والتي أصبح لها من الثبوت والواقعية مكانة مرموقة يتداولها الناس في حياتهم، كعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة، والاقتصاد، والحضارة... وغير ذلك. فتضاف هذه العلوم إلى خطوات التفسير التحليلي السابقة؛ لأهميتها ولكونها تضع المسلم المعاصر أمام الواقع، والإفادة من خبرات الناس، وليكون المسلم أكثر ملاءمة للعصر الذي يعيشه. وهناك وبصورة عامة فإن أسلوب التفسير التحليلي في العصر الحديث يجب أن يأخذ طابع الدعوة والإرشاد وهداية الخلق، واستخدامه في نشر الإسلام، سواء أكان في البلدان الإسلامية أم الأجنبية، فلذا تكرس مفاهيم الآيات لدعوة الخلق إلى هذا الدين، وسيعطي هذا المنهج للدين وللقرآن حيويته ونضارته، وبهذا نكون قد وضعنا أنفسنا أمام كتاب له منهج لحياتنا يلائم عصرنا، ودافعا لأمتنا للتمسك به وبأحكامه.