عناصر مشابهة

اليهود في بابل بين التبلور الفكري والنهج العدائي

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة القادسية للعلوم الإنسانية
الناشر: جامعة القادسية - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: غزالة، هديب حياوي (مؤلف)
مؤلفين آخرين: كريدي، رافد كاظم (م. مشارك)
المجلد/العدد:مج8, ع1,2
محكمة:نعم
الدولة:العراق
التاريخ الميلادي:2005
الصفحات:1 - 8
ISSN:1991-7805
رقم MD:847887
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:كان وجود اليهود المنفيين في بابل- وذلك منذ عهد الملك نبوخذ نصر الثاني (604- 562ق.م) وما بعده فرصة مهمة لهم للتعايش والاختلاط مع غيرهم من الاقوام والجماعات واكتساب الكثير منهم في عدة مجالات منها السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والدينية، وقد كان البابليون حريصون على معاملة الاسري اليهود معاملة حسنة وذلك من خلال توفير كل ما يؤدي الى استقرارهم المعاشي والنفسي وغير ذلك. وكان من بين الأسرى النبي حزقيال (ذا الكفل في المصادر العربية) الذي لا يزال مقامه موجودا في مدينة الكفل بمحافظة بابل. وبعد ان توفر لليهود الامان والعمل، وحصلوا على المواد التموينية من اسيادهم البابليين اسوة بغيرهم من بابيلين وأجانب-لجأ اليهود الى تكوين مستوطنات يهودية مستقرة ذات طبيعة زراعية او تجارية. هذا وقد شجعهم النبي (ارميا) على التعايش والاختلاط مع البابليين وطلب سلام المدينة التي سباهم إليها الرب لأنها-أي: بابل-ستوفر لهم الامان والسلام بأذن الرب. وقد استفاد اليهود- على ما يبدو- من خلال وجودهم في المنفي في اكتساب الآداب، والفنون، والموروث الحضاري لدى العراقيين القدماء وكون ذلك بداية النهضة الفكرية والادبية والدينية لهم. فقاموا بكتابة بعض المزامير (كالمزمور 137)، وكذلك تأليف التلمود البابلي فيما بعد. ولم تقلل هذه المكاسب التي كان ينعم بها اليهود في العراق وخاصة في بابل من عمق العداء الدفين الذي كان يكنه هؤلاء لهذه المدينة التي عاملتهم معاملة حسنة على عكس غيرها من المناطق التي اضطهدوا فيها كمال هو الحال في العصر الروماني فيما بعد في فلسطين. لقد خالف هؤلاء اليهود دعوات النبي (ارميا) لهم بأسم الرب وذلك بطلب سلام بابل التي سبوا اليها بأمر الرب- على حد قول ارميا الذي ورد في التوراة (سفر ارميا). لقد تحالف يهود بابل مع كورش الفارسي الذي قام بغزوها عام ٥٣٩ ق.م. كما تقلد عدد منهم مناصب مهمة في البلاط الفارسي. وقد دعا يهود بابل كورش الفارسي بالمسيح المخلص لأنه أعتق رقابهم وسمح لهم بالعودة من المنفى في بابل الى فلسطين. وعليه كان اليهود يتفاخرون بأنهم يرون بابل تدمر وتنهب من قبل اعدائها. وهذا ما يؤسف له لأنها لم تكن تستحق هذا الموقف منهم على الاطلاق.