عناصر مشابهة

مضاعفات "انتصار" حزب الله في حرب 2006م

تفصيل البيانات البيبلوغرافية
المصدر:مجلة آفاق سياسية
الناشر: مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا
المؤلف الرئيسي: نوريل، ماغنوس (مؤلف)
المجلد/العدد:مج 3, ع 6
محكمة:نعم
الدولة:السودان
التاريخ الميلادي:2010
الصفحات:105 - 113
رقم MD:521933
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات:HumanIndex
EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
الوصف
المستخلص:تبحث هذه الدراسة في سلسلة إخفاقات المجتمع الدولي الطويلة في لبنان بين أيار/مايو 2000، عام الانسحاب الإسرائيلي، وحرب 2006 مع حزب الله، وهي إخفاقات نتجت، في الدرجة الأولى، من عجز عن مواجهة قضايا لبنان الباعثة على النزاع في واقع الأمر. وقد أدت هذه المشكلات مراراً إلي أزمات جديدة تنطوي على خطر يتهدد المنطقة بأسرها. \ \ لم يعد الصراع بين لبنان وإسرائيل صراعاً بين دولتين؛ فمنذ انتهاء حرب لبنان الأهلية التي دامت 15 عاماً، بقي حزب الله قوياً بما يكفي جر البلد إلى حرب لا تتفق مع إدارة الحكومة المستقلة. وقدّم، إلي جانب عملياته العسكرية، خدمات قانونية واجتماعية وسياسية إلي كثير من اللبنانيين. وهو بالتالي قادر على إبقاء صراعه مع إسرائيل مشتعلاً بما يجعل أية محاولة تجاه حل سلمي أمراً مستحيلاً. \ \ وفي الوقت عينه، تعمل سورية وإيران على الصعيدين الإقليمي والدولي للتدخل في مختلف المبادرات الرامية إلى شد أزر الحكومة اللبنانية، الأمر الذي يشكل إرباكاً للمجتمع الدولي؛ فإزاء التهديدات من دمشق وطهران، سمحت الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي إلي حد ما، بتجاوزهما، وأفضل مثال على ذلك هو قوات اليونيفيل، الذي كان يُفترض أن يتعزز حضورها في الجنوب اللبناني بقرار مجلس الأمن رقم 1701 قبيل نهاية حرب 2006. فبعد ذلك بقليل، أوضحت سورية أن أي محاولة لتسيير دوريات على الحدود اللبنانية- السورية (المنفذ الرئيسي للأسلحة التي ترد من إيران إلي حزب الله) سوف تُعتبر عملاً عدائياً وسوف يُرَد عليها باستخدام القوة وبإغلاق الحدود. وحقق التهديد غرضه، فحتى قبل أن يجف حبر القرار الرقم 1701، أعلنت الأمم المتحدة أن ليس لديها نية لتسيير دوريات على الحدود التي كانت خولت المنظمة الدولية مراقبتها. والآن، بعد ثلاثة أعوام من توسيع القرار الرقم 1701 صلاحية اليونيفيل وزيادة حجمها من 2000 جندي إلي 15،000 جندي، ما تزال هذه القوة غير مكتملة، هذا التردد في مواجهة مشكلات لبنان وجواره الأساسية بصورة جدية كامن في خشية من وضع الأمم المتحدة في صراع مع حزب الله، وإذا كان من شأن خطوة كهذه أن تنفع الحكومة اللبنانية. \ \ في المقابل، استطاع حزب الله تعزيز موقفه في الجنوب اللبناني في الوقت الذي جُعلت الحكومة رهينة عملية (حوار وطني) غير ذي فاعلية؛ فالحزب ليس لديه مصلحة في إنهاء هذا الحوار، بل إن استمرار المناقشات يضمن إرجاء المطالبة بنزع السلاح إلي أجل غير مسمى ويتيح للحزب إبقاء الصراع مع إسرائيل قائماً، فيعيق عملياً حدوث أي خرق في المفاوضات العربية- الإسرائيلية. ومنذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في آب/ أغسطس 2006، تلقى حزب الله من سورية شحنات منتظمة من الأسلحة والمعدات الأخرى عبر الحدود نفسها التي تورّعت الأمم المتحدة عن مراقبتها. \ \ على الرغم من أن مساعدة الحكومة اللبنانية هي الهدف المعلن لسلسلة طويلة من قرارات قوية أصدرتها الأمم المتحدة، فإن هذه القرارات تحولت إلي ما لا يتعدى الهباء الخطابي. والحقيقة المرة هي أن عندما تواجه الأمم المتحدة باحتمال دخول في صراع قد لا يُحَل من خلال الحوار وحده، فإنها تختار الرضوخ لتهديدات القوة. وهو ما يبلغ مبلغ المأساة بالنسبة إلي لبنان؛ حيث إن هذا البلد لا يملك فرصة تقوية بنيته الديمقراطية الواهية في ما لو سُمح لحزب الله بأن يبقي دولة ضمن الدولة، مسنوداً بالمليشيا التي لديه.